2023-04-05 00:13:06
#استشارة
الجواب :
الحمد لله
إن الله سبحانه وتعالى لما شرع الزواج وسماه في كتابه الحكيم بالميثاق الغليظ ، جعل أساسه المودة والرحمة والسكينة ، وجعل قواعد وأحكام تنظم هذا الزواج ، وتضمن لكل واحد حقه ، وتقدر له الواجب عليه من أجل المضي قدما بسفينة الأسرة ، ولقد جعل العشرة الحسنة والإحسان والمسارعة لإرضاء الشريك وإسعاده من أهم أسباب دوام العشرة ، بل رتب على ذلك ثوابا وعقابا ، وجعل الخيرية فيمن أحسن لزوجه : ( خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي ) رواه الترمذي (3895) ، وصححه الألباني .
وليس من شك في أننا نقدر معاناتك ، ومحنتك بالمعاملة التي وردت في رسالتك ؛ لكن من الإنصاف ، ونحن نتحدث عن مساوئ أحد ، ألا ينسينا استياؤنا منه محاسنه ، فلا نجرده من خصاله الحسنة كلية ، ولا نلون نظرتنا له بالسواد ، بل نستحضر ساعات إحسانه ، ولحظات بره ، كي لا ننساق مع السلبيات فنغمطه حقه .
إنك ـ أيتها الزوجة العاقلة ـ إذا فهمت أن الغضب ربما حمل زوجك على قول أو فعل لا يحمد ، فاجتهدي قدر طاقتك ، واستعيني بالله ألا تكوني سببا يثير غضبه ، نعم ؛ نحن نعلم أنه ليس هناك إنسان بلا أخطاء ، وأنه لا يمكنك تجنب الأخطاء بالكلية ، لكن مع ذلك اجتهدي في تجنب ما يغضبه ويثيره عليك ، وسارعي إلى معالجة ما يبدر منك ، من قبل أن يكون هو طرفا فيه ، ثم عليك أن تتفادي العتاب والنقاش معه في ساعة غضبه ، فمن شأن ذلك أن يزيده غضبا ، وعنادا .
نحن نتفهم أنك لا تقصدين ذلك ، ونعلم يقينا ألا أحد خال من الأخطاء ، لكن نحن نفهم من رسالتك ـ أيضا ـ أن جزءا من المشكلة يكمن في : تكرار نفس الخطأ ، ولو من غير قصد !!
يا أمة الله ؛ إن منطق المرأة المتزوجة ، والأم التي لها طفل ، أو طفلان ، أو أكثر من ذلك ، هذا المنطق يختلف كلية عن منطق المرأة الخالية ، ويختلف أيضا عن الزوجة التي لا ولد لها ؛ إن الحسابات في مثل حالتك : معقدة جدا ، إنها تبدأ وتنتهي ، أو هكذا يجب : أن تبدأ وتنتهي من حيث الحفاظ على الأسرة متماسكة ، وتوفير أكبر قدر ممكن من الاستقرار ، وتحمل المنغصات والأكدار ، التي لا تخلو منها الدنيا بطبيعتها ، قدر الطاقة .
إنها ـ حقا ـ مسؤولية مشتركة بينكما ، لكننا هنا نخاطبك أنت ، أنت التي طلب منا الرأي والمشورة ، وأنت التي نملك أن نحدثها ، ونعظها ، وأما زوجك ، فلا ندري : هل سيقرأ كلامنا أولا ؟ وإذا قرأه : فهل سيقبل منا أو لا ؟ وإلى أن نتمكن من الحديث إليه ، ويصغي هو إلينا ، فليس أمامنا إلا تشجيعك على تحمل مسؤولية هذه الأسرة ، ومسؤولية طفل أتى ، وطفل واعد في طريقه ، إن شاء الله ! !
وإليك – أختنا- بعض النصائح كخطوات أولى ضرورية للعلاج ، نسأل الله أن ينفعك بها
@quratainyy
488 views21:13