Get Mystery Box with random crypto!

#فضفضة | Rahaf blogger

#فضفضة منذ ثلاث أعوام وبضعة أشهر وأنا أنتظر ، أنتظر أشياء كثيرة ،انتظر أن تعود البهجة لوجوه عائلتي وتنقضي سنين النقص والضيق هذه ، أنتظر أن تعود لي أيامي الهادئة الساكنة التي كنت أقضيها بفعل ما أحب متى وأنّى شئت دونَ أن أعيش توتر ضيق الوقت أما الآن فالوقت باتَ ضيّق لا أعلم حقيقة هل هو بسبب اقتراب الساعة وسرعة الزمن بل هو سوء في إدارة الوقت منّي أم هو بسبب الظروف الصعبة التي نعيشها الآن في الخرطوم أو ربّما بسبب ابن أختي الشقّي اللطيف الجميل هو في الحقيقة شقيّ جدا وكثير اللعب ما شاء الله لكنّي لا أعتب عليه البتّة لأنه طفل بريئ صغير وجميل جلّ همه أن يلعب ويكتشف ويأكل ويشرب وأن يجدنا دائما حوله المشكلة تكمن في التضحية التي أقدمها أنا والتي لا أجد أحدا يصبر عليه من بعد أمه سواي ليسَ مدحا بحقي بقدر ما هي معلومة وحقيقة ربّما هي صفة جيّدة لكنها مستنزفة جدا أعيش كامل يومي في التفكير كيفَ أستطيع الموافقة بين اللعب والانتباه للصغير وإتمام دروسي ومهامي المنزلية في التنظيف وما شابه ذلك ! في بعض الأيام أنجح حقيقة في إنجاز أغلب مهمّاتي حتّى أنّي أجد وقت للعناية بذاتي والتقرب لربّي ببعض العبادات وفي أيامٍ أخرى أسقط ولا أتمم كلّ مهامي فقد يضيع درس اليوم فأضطر لتأجيله للغد وهذا ما يسبب التوتر النفسي أشعر أنّي وحدي من تشعر بالرغبة الشديدة بالجلوس مع الصغير لأن ظروفنا تحرمنا من الكثر مما يجعلني أشفق عليه عند النظر لعينيه البريئة فلا أقوى أن أتركه دونما تسلية وهو ليسَ لديه طفل ولا ألعاب كثيرة ولا نزهات يتعرف بها على العالم الذي يعيش فيه ، أنا لست مستاءة قط بما نحن عليه فهو مجرد ابتلاء أعتقد أنّ هذا الإمتحان علّمني الكثير و مازلت أتعلم لأنني ما زلت أخوضه ، تعلمت حقيقة كيف أتمّ الأمور بسرعة وذكاء وتعلمت أن أستفيد من الدقائق البسيطة التي تضيع هنا وهناك بين مواقع التواصل تعلّمت أنّ الحياة مغامرة وليست راحة وسكون دائم تعلمت أنّ بعض الآلام قد لا يفهمها أحد لذا ابتعدت عن الفضفضة للغير واكتفيت بالله خير سميع و وكيل ، تعلّمت المرونة في الحياة اليومية وتقبل الحياة الصعبة مهما كانَت مقدار صعوبتها ، في الحقيقة كلّ هذه التراكمات التي مازلت أواجهها كلّ يوم علّمتني أن أكون أقوى فلم أعد أهتم كثيرا بمقدار ما نملك من طعام لأني قد جرّبت أن أنام نصف جائعة أي ما تناولته كانَ يكفي ليشبع معدة طفل وليسَ شخصا بعمري ، مازلت أخوض المغامرة وقد تشتدّ حدّتها مع الأيام لأن الفرج إذا اقترب ضاقَ الحال أكثر المهم في الأمر أظن أني راضية والحمد لله وسعيدة أنّي تعلمت الكثير وتحملت كلّ هذا وحدي دونَ أن يعلم أحد من أصدقائي والأقرب لقلبي بما أعيشه فيكفيهم ما عندهم من مشاكل لا داعِ للحديث السلبي فلن يغير من الحال شيئا إلا الدعاء ، مختصر الحديث أنّي تعلمت أن أزرع من الألم أمل و أخرج من جوف الظلام نور أضيء به أيامي فلا يصيبني الإكتئاب فأخذت حياتي تحت فكرة أنها معركة وكلّما زادت صعوبتها كنّا أقرب للفوز والنصر وأرجوا أن يفعل أحدكم هذا إن كانَ يشعر أنّ الحياة ضيّقة والدراسة والعمل يشغلانه ولا يستمتع بأيامه .

دمتم بودّ إلى لقاءٍ آخر
رهف الحامِد
للإقتراحات والنقد هنا @roseroof