Get Mystery Box with random crypto!

نقطة نظام ٧٨ نحن آسفون يا ميندي بعد ثلاث سنوات في السجن أطلقت | القراءة🌿حياة

نقطة نظام ٧٨

نحن آسفون يا ميندي
بعد ثلاث سنوات في السجن أطلقت المحكمة في لندن سراح (بنيامين ميندي)
ميندي) الخلوق جداً كما يعرفه الجميع، المسلم الفخور بدينه، المتواضع الذي لم تُسكره منصات التتويج وهو يرفع كأس العالم مع فرنسا، وكأس الدوري الإنكليزي مع مانشستر سيتي، أسود البشرة أبيض القلب، صديق الفقراء الذين خرج من بينهم فلم ينسهم، وكذلك النُّبلاء: إذا ما أيسروا ذكروا من كان يألفهم في المنزل الخَشِن!
اتهمته فتيات بالإعتداء عليهنَّ، وبعد تحقيقات، ومحاكمات، تبين أنه بريء، وأن الدعوة كانت لأجل الإبتزازِ المالي وتشويه السُمعة!
ونيابة عن هيئة المُحلّفين والمحكمة العليا في بريطانيا، قال له القاضي: نحن آسفون يا ميندي!
يا لتفاهة العدالة، ويا لتفاهة الإعتذار!
آسفون بهذه البساطة والوقاحة!
آسفون على ماذا؟
هل دستم على قدمه دون انتباه؟
هل جرحتك له طلاء سيارته؟
هل كسرتم له نافذة، أو اقتلعتم له شجرة؟
لقد دمرتموه حرفياً، حطّمتم سمعته، وأهدرتم عمره، وهل الإنسان إلا عُمّر وسُمعة؟!
من سيُعوّضه عن كل هذا الخراب؟
عن كل المقالات التي نهشت لحمه وهو خلف القضبان، عن كل التجريح في وسائل الإعلام؟
..
الكثير من الإعتذارات في الحياة تافهة جداً، ومُوجعة أكثر من التُهمة نفسها، إنها كَـ رَشِّ ملحٍ على جُرح!
ثَمة اعتذارات لا تصلحها كلمة آسف، وعلى المُخطئ أن يشعر بالخِزي، لا أن يتحدث بأناقة، فالكلام مهما كان معسولاً لا يغيّر شيئاً لا من قباحة المُسيء ولا من فداحة فِعله! ولكن الناس يعتذرون بأناقة لا لترميم أوجاع من أخطأوا بحقهم، إنهم يدافعون عن صورهم الشخصية لا أكثر!
كلمة آسف لا تعيد للناس أعمارهم التي أهدَرَتها لهم، ولا تُرمّم ذلك الجرح العميق في القلب، ولا تُنسي المجروح تلك اللحظات التي جثت فيها روحه على قدميها حين توهّم المُسيء أن لا شيء قد حدث لأن الجسد كان منتصباً!

ثمة اعتذارات يجب أن يحتفظ فيها المُسيئون لأنفسهم لأن المجروحين لا يحتاجونها!

#أدهم_شرقاوي
صحيفة الوطن القطرية