Get Mystery Box with random crypto!

#إجابة_السؤال_السابق بسم الله الرحمن الرحيم، بارك الله فيكِ | رضا الجنيدي

#إجابة_السؤال_السابق


بسم الله الرحمن الرحيم، بارك الله فيكِ لحرصكِ على ابنكِ، ووعيكِ بما يحدث له، وسعيكِ لتغيير سلوكياته للأفضل، أسأل الله أن يقر عينكِ به، وأن ينبته لكِ نباتًا حسنًا.



بداية أرجو منكِ ألَّا تقلقي من هذه الأحداث التي يمر بها طفلكِ؛ فهي أمور طبيعية، وتحدث لمعظم الأطفال في هذه المرحلة، إلا أنه من الحكمة أن نتعامل معها بشكل صحيح؛ حتى لا تزيد عن حدِّها؛ فتؤثر على نفسية الطفل مع الوقت؛ لذلك حاولي التعرف على السبب الأول فيما يحدث لتتمكني من التعامل مع هذه الأحداث بطريقة صحيحة، فإن كان ما يحدث بسبب نقص مهارة معينة عند ابنكِ، فلتسارعي بتعلميه هذه المهارة، وإن كان بسبب افتقاره للأسلوب اللطيف مع أصدقائه، فلتدربيه على التواصل الجميل، وإن كان بسبب ضعف شخصيته، وتنازله المستمر، ومحاولة إرضاء الآخرين، حتى لو على حساب نفسه، فلتبدئي في إشباعه بالحب والاهتمام، ومنحه التقدير الكافيَ، وإن كان كل ذلك يحدث بسبب سلوكيات زملائه، فلتبدئي في مساعدته على تكوين علاقات جديدة في أماكن أخرى ومتنوعة؛ لتكون بمثابة الداعم له، وهكذا فحين تعرفين السبب الأساسي في المشكلة سيمكنكِ التعامل معها بسهولة بإذن الله عز وجل، وإليكِ بعض الإرشادات التي تساعدكِ بإذن الله عز وجل؛ فاحرصي عليها قدر استطاعتك:

احتوي ابنكِ، وعبِّري له عن حبكِ، وامنحيه كلمات التقدير والثقة بالنفس، وخذي رأيه في بعض الأمور، وأشعريه بتقديركِ له ولرأيه، واحذري من معاملته بقسوة وتَسْفِيهٍ ونقد مستمر؛ حتى لا تضعف شخصيته، وحتى إذا ما واجه مثل هذه المواقف التي تحدث له مع زملائه في الخارج يجد مناعة ذاتية داخلية، تحميه من الشعور بالنقص والنَّبْذِ.



عوِّدي ابنكِ على التحدث معكم، والتعبير عن مشاعره، والبوح بما يجول في خاطره، كيلا يخاف أو يخجل من مواجهة الآخرين بما يشعر به وبما يؤلمه.



حمِّلي ابنكِ بعض المسؤوليات المناسبة لعمره، وساعديه على النجاح في تحمل هذه المسؤوليات؛ حتى تزيد ثقته بنفسه، فنقص الثقة عند الطفل قد يجعله منزويًا ومنطويًا ومنتظرًا لرضا الآخرين عنه، حتى ولو كانوا مخطئين في حقه.



علِّمي طفلكِ بعض المهارات التي تجذب الأطفال؛ كبعض الألعاب، وحس الدعابة اللطيفة، وغير ذلك مما يحبه الأطفال، فكلما كان الطفل بارعًا، أو على قدر جيد من مهارات الطفولة، كان أكثر جذبًا للأطفال من حوله.



اشتركي لابنكِ في بعض الأنشطة الاجتماعية، وإحدى الأنشطة الرياضية داخل المدرسة أو خارجها؛ حتى يتعوَّد على التفاعلات الاجتماعية الصحيحة، ويتعرف من خلال هذه الأنشطة على أصدقاء جددٍ، يشتركون معه في الاهتمامات؛ مما يجعل فرصته في التفاعل الإيجابي معهم أقوى بإذن الله.



حاولي صُنْعَ علاقات أخرى لطفلكِ من خلال أطفال الأسرة، أو غير ذلك مما تسمح به ظروفكِ الاجتماعية، واحرصي على اصطحابه معكِ في اللقاءات الأسرية؛ حتى يتعوَّد على التفاعل مع الآخرين بشكل ذكي ولطيف، وكي تزيد ثقته بنفسه، وكي يتعلم مهارات التحاور والتعبير عن النفس بلباقة وطلاقة.



تقرَّبي من أصدقاء ابنكِ بذكاء، وحاولي جمعهم في بيتكِ أو في أي مكان من حين لآخر، مع إظهار الود لهم وإكرامهم؛ فهذا مما يحبب الأطفال في ابنكِ، ويجعلهم حريصين على مشاعره، وبالطبع حين تقومين بهذه الخطوة لا تخبري طفلكِ بالسبب الحقيقي لها.



يُمكنكِ أن تساعدي طفلكِ على جذب الأطفال له بطريقة فردية في بداية الأمر، وذلك بأن يعمق علاقته بأحد أفراد هذه المجموعة، ثم ينتقل ليضيف علاقة جديدة إلى هذه العلاقة؛ بحيث يصبح الأمر أسهل لديه في تكوين العلاقات الناجحة في هذه المرحلة من حياته.



أَوَدُّ أن أذكِّركِ كذلك أن البشر نوعان؛ منهم الاجتماعي، ومنهم الانطوائي، والطفل الانطوائي قد يكون غير قادر على الاندماج بسهولة وسط المجموعات، وقد يكون عرضة في بداية العلاقات لمثل ما يحدث مع ابنكِ، وليس معنى هذا أن الانطوائي شخصية ضعيفة، ولكن الشخصية الانطوائية تحتاج إلى تعلم مهارات التواصل مع الآخرين، فإن كان ابنكِ كذلك، فلا تحاولي محوَ شخصيته وتحويله إلى شخص اجتماعي، بل علِّميه كيف يعبر عن حبه لأصدقائه، وكيف يتحاور معهم دون خجل، وكيف يتفاعل معهم في اللعب بشكل حيوي وجميل، وكيف يهتم بمشاعرهم وبأفراحهم وأحزانهم، فهذا كله مما يزيد من قدراته على تكوين علاقات سوية بإذن الله عز وجل.



أسأل الله أن يبارك لكِ في ابنكِ، ويقر عينكِ به وبكل ذريتكِ.



رابط الموضوع: https://www.alukah.net/fatawa_counsels/0/156475/%D8%A7%D8%A8%D9%86%D9%8A-%D9%84%D8%A7-%D8%AD%D8%B8-%D9%84%D9%87-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B5%D8%AF%D9%82%D8%A7%D8%A1/#ixzz7biSrILM4