هؤلاء السحرة لم يكونوا غافلين ثم تنبهوا، أو كانوا في حال تقصير ثم التزموا، بل كانوا كافرين تابعين طامعين، فأسلموا..
كانت قلوبهم ميتة فدبت فيها الحياة، فما الذي غيرهم إلى حد رخصت معه الدنيا عندهم؟! إنه الإيمان ولا شيء غير الإيمان، تغلغل ووصل إلى سويداء قلوبهم، ففعل الأعاجيب بهم، وهيأ نفوسهم لتَقْبَلَ تبعات هذا الإيمان، مهما صاحبها من تضحيات ومشاق..
كانوا محاربين لله ولرسوله، طامعين بالدنيا وملذاتها ومناصبها، فتحولوا مع الإيمان إلى مسلمين صابرين، أقوياء ثابتين؛ لا يردهم تهديد، ولا يخوفهم وعيد، وأصبحوا في لحظات دعاة ناصحين مصلحين لغيرهم.. فما أعظم الإيمان حين يسكن القلوب؛ يملأها رضا ويقينا وثباتا وقوة.. تدبر القرآن
