Get Mystery Box with random crypto!

‏عامٌ جديدٌ يا إلهي ‏ ‏لقد انتهى عام ألفين وعشرين ، الضباب يجت | سٰہٰٖاٰنٰہٰ

‏عامٌ جديدٌ يا إلهي

‏لقد انتهى عام ألفين وعشرين ، الضباب يجتاح مدينتنا ويعبر بين ضلوعي، يمكنني الآن أن أرى مدينةً ضبابيةً مصغرةً لتلك المدينة التي في صدري، لا أعرف لماذا يتمنى الكثيرُ من الناسِ للكثيرين من الناس حياةً مجيدة في مطلعِ كلّ عام متجاهلين ذلك الطفل الذي سيموتُ جوعًا بعد سويعات من الآن، متجاهلين تلك المرأة التي تتمدّد الآن على قبر ولدها الذي طحنته الحرب التي ما زالت مستمرة، متجاهلين أعدادًا من النازحين الذين سيُهجرون من بيوتهم بعد عشر دقائق فقط، عشر دقائق لا تكفي لشرحِ معنى الكارثة، ‏هل سأرى عامًا مجيدًا حقًا، أعني سينزعُ العالمُ عن نفسهِ رداء الحرب الغابر والامراض القاتلة؟ هل سُتبنى البيوت المحطمة؟ هل سيعود اللآجئون إلى أوطانهم؟ هل ستنمو من جديدٍ تلك الابتسامات في وجوه الجميع، هل سيُجبر الكسر الذي في طموح الشاب العربي دون تدخلٍ جراحي؟ لا... لن يحدث أيّ شيءٍ، غدًا سوف تتحطكم الكثير من الاحلام والامنيات، وغدًا سيغرقُ الكثير في بحر الضياع والشتات، سوف تُستأنف الحرب من جديد، وسيموتُ طفلٌ من الجوعِ، وغدًا ستموت الزيتونة التي قُتلَ في الاحتجاج صاحبها الذي يسقيها، وغدًا سيتسعُ الاحتلال لتكون القدس عاصمة له، غدًا سيسقط بيتٌ في صنعاء، أو في دمشق، غدًا ستنفصل البلدانُ عن بعضها لتتسع الحربُ كلّ يوم.
‏لا أريدُ عامًا جديدًا، بل أريدُ وردةً حمراءَ تُقدمُ لكلِّ من أنهكه وجودهُ بين القضبانِ، بين الانفجارتِ، بين الحطامِ، بين الرمادِ، بين كلّ أشكالِ الموت في الحياة. أريدُ قلبًا يتسعُ لكل الأطفال اليتامى، وأريدُ حديقةً وألعابًا كثيرة في قلبي. أريد نافذةً تُطلُّ على الأملِ لكلِّ من سقطَ بيتهُ في الحرب. أريدُ خطابًا يمنعُ الألم في هذه الأرض، وأريدُ أرضًا جديدة لوطني، فقط وأريد السلام لوطني هل هذا بالشيء الصعب، تباً لكل شيء •