مساء الخير أعتذر على الأنقطاع لكن تسارع الأحداث الذي لا يعطي م | سعد هندي

مساء الخير
أعتذر على الأنقطاع
لكن تسارع الأحداث الذي لا يعطي مساحة لإلتقاط الأنفاس وتمالك الأعصاب أمر منهك في الفترة الحالية ناهيك عن جمع الكلمات والتعابير للكتابة عنها أمر أكثر إنهاكا ، فمنذ بداية أحداث طوفان الاقصى وقصف غزة وقتل الأبرياء إلى التشريد والتهجير ومشاهد أشلاء الأطفال
فلا تكاد تمسح عن وجنتك دمعة إلا وتفجرت أخرى على ضحيةٍ جديدة ، انه سباق الألم ، هرولة وقفزٌ ومنافسة وألعاب أولمبية في مسابقة البشاعة
،.،.
بالأمس واثناء متابعة الأخبار اليومية تجاوزت عن عمدٍ لبعض الصور الممتلئة بالدماء والذل رغبةً مني في الرجوع للحياة الاعتيادية وقفزة مني فوق الواقع
ولقد نجحت في ذلك أمضيت كل اليوم دون مشاهدة الحقيقة لقد نجحت فعلاً لكنه نجاحٌ "بالبراشيم" نجاح لا طعم له سوى المرارة والخزي الذي يتفجر فجأة "كالدمل"
و "بأثر رجعي" مع سيل من الصديد والدماء
أيقنت حينها أن هناك خطأ قد حدث
وأن هذا الهروب ماهو الا اختباء خطير يشبه اختباء الاطفال في "الغسالة" أو تحت السيارات
فهممت لأسترجاع نفسي الهاربة ، و استدرجتها
بسورة الانفال.. وقصائد البردوني
ومسرحيات الماغوط.. وريشة حمزة بن عبدالمطلب.. وتأميم السويس.. وخيانة غاندي.. وصوت مظفر..
تلك القصص والأصوات التي كانت تزهو بها نفسي منذ الصغر .. ما بالها اليوم ؟ كيف تمللت ؟ كيف تسللت ؟ كيف تاهت عن ماكانت تنتشي وتكبر به !
فها أنا اليوم أخسر معاركي أمام كوكاكولا و ماكدونالدز و حفاظات بامبرز .. ليس أمام الدبابات .
كنت أستحق هزيمةً افضل من هذه
،.،.
عدم الشعور بالألم أشد وأبشع من الشعور به
أتمنى لكم السلامة .

المجد للشهداء
عاشت فلسطين