2022-06-23 16:01:31
*تدبر الآية 160 و 161 من سورة النساء من دورة الأترجة*
قال تعالى :
*{ فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا (160) وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا }*
قال الله تعالى :
*( فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ )*
ما تقدَّم من نقضهم المِيثاق وكفرهم بآيات الله , وقولهم على مريم بُهتاناً عظيماً , وقولهم إنّا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله , كل هذه عاقبهم الله بقوله :
*( حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ )*
كما قال سبحانه و تعالى في سورة الأنعام : ( وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ وِإِنَّا لَصَادِقُونَ )
*( و َبِصَدِّهِمْ )*
أي صَرفِهم أنفسهم .
* ( عَن سَبِيلِ اللّهِ كَثِيرًا )*
أي عن دين الله .
كل هذه بيان مخازي هؤلاء القوم الذين أفسدوا في الأرض أيّما إفساد.
* ( وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ )*
في التَّوراة وفي الإنجيل قد نُهوا عنه ..
* (وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ)*
أَخذهم الرشوة .
كما قال الله تعالى : ( سمّاعون للكذب أكّالون للسُّحت)
بسبب هذه الأمور حرَّمنا عليهم هذه الطيّبات ..
ولا حِظ هذه الأمة حرَّم الله عليهم الخَبائث , تحريم صِيانة وحفظ ، وأولئك تحريم عقوبة عليهم وجزاء لهم ..
*(وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ)*
مِنَ اليهود المُصِّرين على الكُفر ..
*( عَذَابًا أَلِيمًا )*
وجيعاً يَخلُص إلى قُلوبِهم وأفئدتهم.
=====================
*فوائد الآية 160 من سورة النساء للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى*
*( فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا )*
في هذه الآية الكريمة فوائد كثيرة ، منها: إثبات الأسباب ، وأن الله تعالى قد يشرع الشيء لسبب ، لقوله:
( فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا ) ، ومن ذلك أن الله شدد على بني إسرائيل الذين أمروا بذبح البقرة حين قال لهم نبيهم موسى عليه الصلاة والسلام: (( إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة )) لو أنهم ذبحوا أي بقرة كانت لأجزئهم وحصل المقصود لكن شددوا فشدد الله عليهم .
ومن فوائدها: أن الظلم سبب لحرمان الخير ، وهذا لقوله: (( ( فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ) ، والظلم سبب لحرمان الخير ، ألم تعلموا أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم خرج ذات يوم يخبر أصحابه بأن الليلة ليلة القدر فتنازع رجلان من الأنصار أو غيرهم فرفعت ونسيها عليه الصلاة والسلام .. حرم الناس من الخير بسبب الظلم وهو التخاصم والتنازع .. هذا حرمان من أمر شرعي لأنهم إذا علموا ليلة القدر تحديدا فمن قامها إيمانا و احتسابا غفر له .
ومن فوائدها : الظلم قد يحرم الإنسان تحريما قدريا .. فقد يسرف الإنسان فيحرم من هذا الخير الذي أسرف فيه ، بأن يصاب بمرض لا يتلاءم معه أن يأكل كل شيء أو أن يلبس كل شيء ، وهذا يسمي تحريما قدريا .
ومن فوائدها: أن الأمر إلى الله تعالى تحليلا وتحريما ، لقوله : (( حرمنا )) وقوله : ((
أحلت لهم )) .
ومن فوائدها: التحذير من الصد عن سبيل الله سواء كان صدا لنفسه أو صدا لغيره ، لقوله: ( وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ) .
ومن فوائدها: أن الصد لا يتقيد بصيغة معينة بل كل ما فيه صد عن سبيل الله سواء بالإرشاد أو بالإيعاد أو بالوعد أو بغير ذلك فإنه داخل في
الآية في التحذير من ذلك ، ربما يكون الصد عن سبيل الله فيأتي إلى إنسان ويقول يا فلان لا تكلف نفسك بالدعوة والموعظة ونصح الناس إنك تدعوا موتى ولقد أسمعت لو ناديت حيا ، مع أن الأول المنصوح عنده همة ونشاط وعزيمة فيأتي هذا ، يكون هذا قد صد عن سبيل الله .
=============
*فوائد الآية 161 من سورة النساء للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى*
*( وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ ۚ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا )*
من فوائدها: أن المتعاطين بالربا من هذه الأمة مشبهون لليهود ، لقوله:)(وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا ) .
30 views13:01