2022-08-03 17:01:37
بكاء ما في الكون
على الامام الحسين (عليه السلام)
- عن زُرارَةَ « قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : يا زُرارَة إنَّ السّماء بكت على الحسين أربعين صباحاً بالدَّم ؛ وإنَّ الأرض بَكَتْ أربعين صباحاً بالسَّواد ؛ وإنَّ الشَّمس بَكَتْ أربعين صباحاً بالكُسوف والحُمرَة ؛ وإنَّ الجبال تَقَطعتْ وانْتَثَرتْ؛ وإنَّ البحار تَفجَّرت ؛ وإنَّ الملائكة بَكَت أربعين صباحاً على الحسين عليه السلام ،
- وما اخْتَضَبتْ منّا امرءةٌ ولا ادَّهَنتْ ولا اكْتَحَلتْ ولا رَجَّلتْ حتّى أتانا راس عبيدالله بن زياد ، ومازلنا في عَبرةٍ (١) بعده ، وكان جدِّي إذا ذكره بكى حتّى تملأ عيناه لحيته ، وحتّى يبكي لبكائه ـ رحمة له ـ مَن رَآه ، وإنَّ الملائكة الَّذين عند قبره ليَبكون ، فيبكي لبكائهم كلُّ مَن في الهَواءِ والسَّماء من الملائكة ،
- ولقد خرجتْ نفسه عليه السلام فزَفَرَتْ جهنَّمُ زَفْرَةً كادتِ الأرض تنشقّ لزَفْرَتها ، ولقد خَرَجتْ نفسُ عبيد الله بن زياد ويزيدَ بن معاويةَ [لعنهم الله] ، فشَهِقَتْ جهنَّم شَهْقَة لولا أنَّ الله حبسها بخزّانها لاُحْرقتْ مَن على ظهر الأرض مِن فَورها ، ولو يؤذن لها ما بقي شيء إلاّ ابْتلَعتْه ، ولكنّها مأمورةٌ مصفودَةٌ ولقد عَتَتْ على الخُزَّان غير مرَّةٍ حتّى أتاها جبرئيل فضربها بجناحِه فَسَكَنتْ ، وإنّها لتبكيه وتَنْدُبه ، وإنّها لتتلظّى على قاتِله ، ولولا مَن على الأرض مِن حُجَج الله لنقضتِ الأرض وأكفأتْ [بـ]ـما عليها ، وما تكثر الزَّلازل إلاّ عند اقتراب السّاعة؛ وما من عَين أحبُّ إلى الله ؛ ولا عَبرةٌ مِن عين بَكتْ ودَمَعَت عليه ، وما مِن باكٍ يبكيه إلاّ وقد وصل فاطمة عليها السلام وأسعدها عليه (٢) ووصَلَ رَسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم وأدّى حقّنا ،
- وما من عبد يُحشَرُ إلاّ وعيناه باكيةً إلاّ الباكين على جدِّيَ الحسين عليهالسلام ، فإنّه يحشر وعينه قَريرة ، والبشارة تلقاه والسّرور [بيّن] على وجهه ، والخلق في الفزع وهم آمنون ، والخلق يعرضون وهم حدّاث الحسين عليهالسلام تحت العرش وفي ظلِّ العرش ، لا يخافون سوءَ يوم الحساب ، يقال لهم : ادخلوا الجنّة ، فيأبون ويختارون مجلسه وحديثه ،
- وأنَّ الحور لترسل إليهم أنّا قد اشتقناكم مع الولدان المخلّدين فما يرفعون رؤوسهم إليهم لما يرون في مجلسهم مِنَ السُّرور والكَرامَة ، وإنَّ أعداءَهم مِن بين مَسْحوب (٣) بناصيته إلى النّار ، ومِن قائل : « ما لَنا مِن شافِعينَ وَلا صَدِيقٍ حَميم (٤) » ؛ وإنّهم ليرون منزلهم ، وما يقدرون أن يدنوا إليهم ولا يصلون إليهم ، وإنَّ الملائكة لتأتيهم بالرِّسالة مِن أزواجهم ومِن خُزّانهم (٥) على ما اُعطوا مِن الكَرامة فيقولون : نأتيكم إن شاء الله ، فيرجعون إلى أزواجهم بمقالاتهم ، فيزدادون إليهم شوقاً إذا هم خبّروهم بما هم فيه مِنَ الكَرامة وقُربهم مِن الحسين عليهالسلام ،
- فيقولون : الحمدلله الَّذي كفانا الفَزَع الأكبرَ ، وأهوال القيامة ، ونجّانا ممّا كنّا نخاف ، ويؤتون بالمراكب والرِّحال على النَّجائب (٦) ، فيستوون عليها ، وهم في الثَّناء على الله والحمد لله والصَّلاة على محمَّدٍ وآله ، حتّى يَنْتَهوا إلى منازلهم ».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ـ العَبْرَة : الدَّمعة قبل أن تفيض ، وقيل : تردّد الكباء في الصّدر ، وقيل : الحزن بلا بكاء ( أقرب الموارد ) ورجَل الشَّعر : سرّحه.
٢ ـ أسعدها أي عاونها.
٣ـ سَحَبَه أي جرّه على وجه الأرض.
٤ـ مقتبسٌ من الآية ١٠٠ من سورة الشّعراء. وفيه : « فما لنا الآية ».
٥ـ في بعض النّسخ : « من خدّامهم ». وفي البحار مثل ما في المتن.
٦ـ النَّجائب جمع النَّجيبة ، مؤنّث النَّجيب ، وهو الكريم الحسيب من الإنسان والحيوان ، يقال : رجلٌ وجمل نجيب. ( أقرب الموارد ).
كامل الزيارات ص 83, 84, 85.
...⇣ ⇣...
5 viewsحمـ❦ـامة البقــ☆ــيع .³¹³ ❥, 14:01