2018-11-01 10:01:34
*■ سِـلْسِلَـة شَـــــرْح مَسَائِـلِ الجَاهِـلِيَّةِ ■ لِمَـعَــالِـي شَيْخِـنَـا العَـلَّامَة / صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان - حَفِظَهُ اللَّٰهُ وَبَارَكَ فِيهِ -*
*[ الــــعَـــــدَد : ١٢ ]*
--------------------------------------------------
*وَصَــلْنَــا إلىٰ قَوْلِ شَيْخِـنَــا حَفِـظَهُ اللَّٰهُ:*
*فَـأَعـظَـمُ أُمُـور الـجَـاهِـلِـيَّـةِ: الــشِّــركُ بِاللهِ عَـــزَّ وَجَــلَّ، وَالِابــتِــدَاعُ.*
وَبَدَأَ الشَّيخُ - رَحِمَهُ اللهُ - بهذه المسألةِ؛ لأنَّهَا أخطر مَسَائِلِ الجَاهِلِيَّةِ، ولأنها هي المسألة الَّتِي بَدَأَ الرَّسُولُ ﷺ فِي إِنْكَارِهَا، وَدَعوَةِ النَّاسِ إِلى تَركِهَا.
*فَالرَّسُولُ أوَّل مَا بَدَأَ - كغيره من الرُّسُلِ - بِالأَمرِ بِإِخْلَاصِ العِبَادَةِ لله عَـزَّ وَجَـلَّ، وَتَـركِ عِبَادَةِ مَا سَوَاهُ، هذا فاتحة الرسل؛ لِأَنَّ هذه هُـوَ الأَسَاسُ الَّـذِي يُبنَىٰ عليه غَيرُهُ، فإذا فَسَدَ الأَسَاسُ فَلَا فَـائِـدَةَ من الأُمُـورِ الأُخـرَىٰ، لا فائدة مِنَ الصَّلَاةِ ولا من الصِّيَامِ ولا من الحَجِّ ولا من الصَّدَقَاتِ ولا من سَـائِـرِ العِبَادَاتِ؛ إذا كانَ الأَصلُ فَـاسِـدًا والتَّوحِيدُ مَعدُومًا، فلا فائدة من الأعمال الأُخْـرَىٰ؛ لِأَنَّ الشِّركَ يُفْسِدُهَا وَيُبطِلُهَا.*
وكَانُوا في الجَاهِلِيَّةِ يعبدونَ اللهَ، ويعبدون أشياء كثيرة، وَمِنهَا: عِبَادَةُ الأَوْلِيَاءِ والصَّالِحِينَ، كَمَا حَصَلَ لِقَومِ نُـوحٍ لَمَّا غَلَوا فِي الصَّالِحِينَ: وَدّ وَسُوَاع وَيَغُوث وَيَعُوق وَنَسْر، وَعَبَدُوا قبورَهُمْ من دونِ اللهِ عَـزَّ وَجَـلَّ، بِحُجَّةِ أَنَّهُمْ صَالِحُونَ، وأنَّهُمْ يُقَرِّبُونَ إلى اللهِ، وَأَنَّهُمْ شُفَعَاءُ عِنْدَ اللهِ.
كذلك دَرَجَتِ الجَاهِلِيَّةُ علىٰ هذا المِنوَال، فَكَانُوا يَعبُدُونَ الأَوْلِيَاءَ وَالصَّالِحِينَ والمَلَائِكَةَ، ويقولونَ: مَا نَعبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَىٰ، ويقولونَ: هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللهِ، ولا يقولونَ: هَؤُلَاءِ شُـرَكَـاءُ للهِ، إِنَّمَا يقولونَ: إِنَّمَا هُـمْ عِبَادُ اللهِ يَتَوَسَّطُونَ لَنَا عِنْدَ اللهِ، ويَشفَعُونَ لَنَا، ويُقَرِّبُونَنَا إِلَى اللهِ زُلْفَىٰ.
*ولا يُسَمُّونَ عَمَلَهُمْ هَـذَا شِركًـا؛ لِأَنَّ الشَّيطَانَ زَيَّـنَ لَـهُـمْ أَنَّ هَـذَا لَيسَ بِـشِـركٍ، وَإِنَّمَا هُـوَ تَـوَسُّـلٌ بِـالـصَّـالِـحِـينَ وَاستِـشـفَـاعٌ بِـالـصَّـالِـحِـينَ...*
*- نَكْتفِي بهذا القَدْرِ وَنُكْمِلُ في العَدَدِ القادِمِ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -*
--------------------------------------------------
*صَــفْـــحَـــــة :[١٩ - ٢٠].*
*-----------------------------------*
*خِدْمَةُ السَّلَاسِلِ الْعِلْمِيَّةِ*
*لِلِاشْتِرَاكِ +966553178173*
868 views07:01