أقفُ على أعتابِ الدُّعاءِ لكَ كلَّ يوم، سُبحانك، أعرفُ بأنَّكَ لن تتركَني، ولن تضيِّعَ لي رزقي، ولن يفلتَ من بينِ يدَيّ، ما قد كُتِبَ لي أن آخذَه، ولو أُطبِقَت عليهِ صخرتَين، وحدَك، تعالَيت، مَن سيأذَنُ لكلِّ أمري بالفرَج. أقولُ يا ربّ، وتخرجُ نفَحاتُ تعبٍ من صدرِي، تعلمُ ولا يعلَمون، تدرِكُ ما لا يُدرِكون، وتسمعُ المَخفيَّ عنهم. سبحانك، أحتاجُك، وهذا أصدقُ ما أتذلَّلُ لك به، لتنتشلَني من ضِيقٍ أنا فيه، وأحاول -كما ترى- أن أبحثَ عن أسبابِ الرِّضى، كي أرضى، وكي أعبدَكَ بكلِّ صدقٍ على يقين. لا تحرمنِّي لهفةَ الدُّعاء، وبشائرَ الإجابة، وسحائبَ سعدٍ أنتظرُها منك، ولا ترفع عنِّي، ما لا أستطيعُ العيشَ دونَه، ولا تُعطِني الوحشةَ بعد الإيناس، والفقدَ بعد اللِّقاء، والبغضَ بعد الودّ. ربِّي الِّذي في السَّماء، قلبي ضلَّ في الأرض، إجمع عليهِ شتاتَ أمرِه، بعد إذ تناثرَ في كلِّ مكان، وبرِّد نارَه، بعد أن أرَّقَ مضجَعي، وأخلِف عليهِ غائباتِه بخَير، بعد أن فقَد، ولم يُفتَقَد، وكان بَراحَ سكينةٍ ثمَّ رمادًا؛ فاتَّقَد.
