2020-09-25 02:09:55
(عيد مأساتي)
...................................................................
الإثنان بعد الأربعة من سبتمبر، قيل بأنه عيد ميلادي، وقد كان البارحة!
أخبرني صديق لي قائلا: "سعيد حظ أنت، ولدت في شهر سبتمبر وقبل يومين من حدث تحتفل فيه اليمن كل عام"
كان يقصد صديقي بأن يوم الرابع والعشرين من سبتمبر -الذي ولدت فيه- يقبع في شهر سبتمبر الذي فيه ثورة السادس والعشرين والتي تعد ثورة يحتفل بها اليمنيون أجمعهم لعظم ما تحقق فيها..
تلك كانت وجهة نظر صديقي، أما الحقيقة فمغايرة تماما!
نعم.. هي تسبق تلك الثورة العظيمة بيومين، هي في شهر سبتمبر.. وقد كان محقا بهذا فقط؛ لكن لم يخطر ببال صديقي أن الرابع والعشرين هي عندي كأيام الثورات ذاتها وليس كأيام الإحتفال بها، فخلال أيام الثورات يقتل أبرياء، شيوخ ونساء، أطفال يطرق الموت بابهم دون رحمة!
نظرة صديقي كانت قاصرة جدا، نظر للثورات من خلال أناس يفرحون فقط بتضحيات غيرهم ويحتفلون بها، ولم يلحظ أني أظحي بنفسي في الرابع والعشرين من كل سبتمبر!
أنا الآن في تمام الثانية والعشرين من عمري؛
فالبارحة كان عيد ميلادي، ولكنني شعرت بأنه لم يعد لدي عمر!
لم أعتد أن أفرح وأحتفل بعيد ميلادي ولا أحبذ الفكرة بتاتا، ولكن أن أحزن بهذا اليوم بالذات فهو خطب جلل!
عزيزي القارئ.. تظن الآن أن نظرتي سلبية حد السخافة، ربما معك حق، وربما لا.. من يدري!
بإمكانك أن تتخيل أي بؤس وصل إليه هذا الشاب عشريني العمر حتى أصبح عجوز الفكر يستند بعصا هشة من الورق وبيده مصباح في وضح النهار !
أنا أيضا أستغرب مثلك!
ما ظنك بشخص في عيد ميلاده يصاب أصدقاؤه بحادث! يغادر صديقا آخر عزيزا على قلبه بسبب إهمال! يتذكر آلامه قبل سنة وأخرى تسبقها فيدمي قلبه بها وكأنها حديثة! أليس هذا بؤس؟!
عزيزي.. يقال: "ما أسهل الحرب عند المتفرجين!"
أما أنا فأقول: "ما أتعس الحب عند الطيبين"
أتظن الأمر عبثيا حين أكتب لك! أتظنه مجرد حبر وورق وبضع كلمات! ربما معك حق!
ولكن حبرنا دم، وورقنا قلوبنا البائسة، وكلماتنا مزيج ذلك، فهل فهمت الآن مدى صعوبة الأمر؟
ربما فهمت وربما لا.. ولكن شرحها أصعب من الخطب ذاته!
حسنا عزيزي القارئ.. تريد مني النظر بإيجابية للحياة؟
كما تريد.. تبقى ثلاثمائة وأربعة وستون يوما على تاريخ ميلادي القادم، إن كتب الله العمر والعافية فسأرى خلالها مدى إمكانية ذلك.
عبدالله المخلافي
25/9/2020م
@loveronly
@Qalamhaier
@SharreBot
42 viewsAbdullah Al-Mikhlafi, 23:09