تحدثني إحداهن بنبرةٍ حزينة باكية أنا لا أستحقُ ذلك فأنا لم أخط | سيمفونية شــعور
تحدثني إحداهن بنبرةٍ حزينة باكية أنا لا أستحقُ ذلك فأنا لم أخطأ بأي شيء ولم أكن سيئة ولو لمرة أنا توقعت بأنني سأكافئ وليسَ أُعاقب ...لم أتوقع أن أكون بكل ذلك الصدق وأقابل بكل ذلك الزيف والخداع ...!!
أنصتُ لها وقلت لها أفهمك وأفهم ماتشعرين بهِ أنتِ الآن تشعرين بأن الحياة غيرَ عادلة معك لم تنصفك بقدر نقاءك وصدقك كانَ توقعك أن الجميع كذلك وأنه من المستحيل أن يضعك الله عز وجل في موقفٍ كهذا فأنتِ لم تؤذي ولم تسيئي ولم تخوني وكنتي صادقةً بالحرف قبل الكلمة ...ولكن قفي هنا إياكِ أن تظني بأن هذا عقابٌ أو حدثَ معكِ لتبتلي وتحزني و تبكي كلما تذكرتِ ...إنها فترة مابعد الصدمة أفهم ولكن أولاً تقبلي أنه من الممكن أن تخدعين وذلك العادي أن تدور حولكِ أكاذيبٌ كثيرة من الكثير توقعي أنكِ لستِ غالية بالقدر الذي تغلي فيه من قدر الآخرين....ولاتأخذي التجارب التي تمرين فيها على أنها شيء يخصكِ وحدكِ وأنكِ منفردة بذلك الألم ... بل ستجدين هذا التضاد كثيراً أن كل شخصٍ ملوثٌ من الداخل إن لم يأخذك فرصةٍ لتنظيف داخله سيحاول بقدر المستطاع تلويثكِ معه ... لايستوعب أن هنالك روحٌ بكل ذلك الصدق فقد أمضى حياته ينسج الأكاذيب...هيَ عادة وقد لايراها عيب على الإطلاق ولكنه حينَ رآكِ شعرِ بذلك العيب فيه... وعادة النفس دائماً محاربة أي شيء يقفُ ضد رغباتها إن لم نسيطر عليها تقاومه حتى تسيطر هي علينا...
قالت لي لا أعرف ماذا أفعل ولا كيفَ أواجه ذلك وأشعر بأنني لن أستطيع التخطي مهما حدث.!!
قلتُ لها تستطيعين ...صدقيني أنتِ تتخطين أكثر من ذلك....كل ماعليكِ فعله الآن إحتواء مشاعرك اليقين بالله عز وجل أن كل ماحدث معكِ خيرٌ لكِ وتنسي مساوئ الأمر أن تبعديهم عنكِ بقدر الإمكان وتأخذين عصارة التجربة ...وأن هناك لكل شخصٍ إشارة منذُ البداية إذا كان سينفعك أم سيضرك إذا كان جيداً لحياتك أم لا ...تلك َ الإشارة لابد أن تحضر كل شخص كل ماعليك فعله عدم تجاهلها لاتعطي مبرراً حينها مهما حدث خذيها بعين الإعتبار ...
لماذا أحكي لكم هذا كل ماأري إيصاله لكم أنهُ مهما كنا أذكياء سنجدُ من يستغفلنا مهما كنا صادقين ثمة من سننخدع بأكاذيبه ومهما كنا مخلصين سنتعرض للخيانة في وقتٍ من الأوقات وأن تعلم أن صدقك وإخلاصك لله عز وجل لنفسك لأنك تحترم نفسك جيداً وتحبها وتختار لها الأفضل في كل شيء ...ومن لايفعل ذلك فهوَ في دربٍ خاسر لن يرضى الله عنه ولا البشر ستتحمله وسيبقى صغيراً أمام نفسه ...وإن كانت خسارتك شخصاً مثل هذا فأهلاً وسهلاً بهذه الخسارة كلما تتضح لك حقيقة شخصٍ ما إفرح ...فقد حانَ موعد خروجه من حياتك وتنظيفها وإيجاد مكان شاغر لسواه لمن يستحقه حقاً وتأكد أن حياتك ستتغير للأفضل ... مع هذه التجربات معَ الخبرة بالآخرين صدقني ستأتي لحظة تعرف الكاذب من النظرة الأولى وتعرف الصادق من غير أن تنظر له حتى حينها ستتجلى لقلبك الرؤية فقط كُن فطناً ولا تخف ولاتعطي مساحةً كبيرة لسواك يستطيع إيذاءك من خلالها لتكن لكَ مسافة أمان دائماً وذلك ليس تقليل من الطرف الآخر فقط لأنها حياتك ليست حقل تجارب ...لتعرف ماهيَ حقوقكَ وكيفَ عليك أخذها وهذا هوَ قانون الإستحقاق في التنمية البشرية من يعرفه جيداً ويطبقه سيحصل على كلِ حقٍ له فلاتعتاد التنازل ولا تظن أن تجربةً سيئة مررت بها هي من ستتحكم بحياتك فهيَ مجرد تجربة لتعلمك كيفَ تدير حياتك محطة وستتجاوزها بالقدر الذي تريد التحاوز وتسعى لذلك وأعتذر على الإطالة ولكن أردت إيصال المعنى بشكلٍ مكتمل فقد ينتفع بها من رأى نفسه في هذه الكلمات .
