#الراوي : أبو سعيد الخدري #المحدث : الألباني #المصدر : صحيح الترغيب
خلاصة حكم المحدث : صحيح
#شـرح_الـحـديـث
الأعْمالُ الصَّالحةُ تَتَفاوَتُ في دَرَجاتِها ، وفي هذا الحَديثِ يُبيِّنَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أهمَّ الأعْمالِ الَّتي تُدخِلُ الجنَّةَ ، حيثُ يقولُ :
"خَمسٌ مَن عَمِلَهُنَّ في يَومٍ كَتَبَهُ اللهُ من أهْلِ الجَنَّةِ" فمَن التَزَمَ بهذه الخَمْسِ ، وكانَ مُؤمِنًا باللهِ ، كانَ حقًّا على اللهِ أنْ يُدخِلَهُ الجَنَّةَ إذا وُفِّقَ لِمَجْموعِ تلك الخِصالِ في اليَومِ الواحِدِ إنْ وُجِدَتْ.
#وقيل : ظاهِرُهُ أنَّه يَومُ الجُمُعةِ كما يدُلُّ عليه في الخَصْلةِ الرَّابعةِ ، وهذا حضٌّ للمُسلِمِ على فِعلِ الخَيرِ لِنَفسِهِ ولِغَيرِهِ ولِمُجتَمَعِهِ ، وأُولى تلك الخِصالِ :
● "مَن عادَ مَريضًا" ، فقامَ بزِيارَتِهِ وهو مَريضٌ لِيُواسِيَهُ ويَدْعُوَ له.
● والثَّانيةُ : "وشَهِدَ جِنازةً" فصلَّى عليها وشيَّعَها حتى تُدفَنَ.
● والرَّابعةُ : "وراحَ يَومَ الجُمُعةِ" ، فذهَبَ إلى المَسجِدِ وصلَّاها على الوَجهِ الأتَمِّ لها.
● والخامِسةُ : "وأعتَقَ رَقَبةً" بأنْ كانت في مِلْكِهِ أو قامَ بشِرائِها وحرَّرَها لِوَجهِ اللهِ ، والرَّقَبةُ : المَمْلوكُ ذَكَرًا كان أو أُنْثى ، وهذا غَيرُ مَوْجودٍ في زَمانِنا في الأغلبِ.
ولعلَّه يُجزِئُ في هذا المَوضِعِ الصَّدَقةُ ، كما جاءَ عِندَ مُسلِمٍ من حَديثِ أبي هُرَيرةَ رضِيَ اللهُ عنه : «مَن أصبَحَ منكم اليَومَ صائِمًا؟» قال أبو بَكرٍ رضِيَ اللهُ عنه : أنا ، قال : «فمَن تَبِعَ منكم اليَومَ جِنازةً؟» قال أبو بَكرٍ رضِيَ اللهُ عنه : أنا ، قال : «فمَن أطعَمَ منكم اليَومَ مِسْكينًا؟» قال أبو بَكرٍ رضِيَ اللهُ عنه : أنا ، قال : «فمَن عادَ منكم اليَومَ مَريضًا؟» قال أبو بَكرٍ رضِيَ اللهُ عنه : أنا ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : «ما اجْتَمَعْنَ في امْرِئٍ إلَّا دخَلَ الجَنَّةَ».
فمَن فعَلَ مَجْموعَ تلك الخِصالِ مُحتسِبًا لِوَجهِ اللهِ سُبحانَهُ وتَعالى ، ابتِغاءَ مَثوبةٍ مِنه ، لا لِدُنيا أو رياءٍ ، جعَلَ اللهُ جزاءَهُ الجَنَّةً .