Get Mystery Box with random crypto!

المطلب الثاني #تعريف_السنة عُرِّفَت السنة بمجموعة من التعاري | الرواق الشافعي

المطلب الثاني
#تعريف_السنة
عُرِّفَت السنة بمجموعة من التعاريف؛ اختلفت باختلاف اصطلاح أهلها.
والسنة في اللغة: أصلها السين والنون وهما يدلان على أصل واحد مطرد، وهو جريان الشيء واطراده في سهولة قال الهذلي :
َفلا تَجْزَ عَن مِنْ سُنَّةٍ أَنْتَ سِرْتَها فأَوَّلُ رَاضٍ سُنَّةً مَنْ يَسِيرُها
والسنة هي السيرة حسنة كانت أو قبيحة، وكل من ابتدأ أمراً عمل به قوم بعده قيل : هو الذي سنه. قال نصيب :
كأنِّي سَنَنْتُ الحُبَّ أَوَلَ عاشِقٍ من الناسِ أَوْ أَحْبَبْتُ بَينهم وَحْدي
وأما السُنَّةُ في الاصطلاح فتختلف كما سبق باختلاف المصْطَلحِين، لأن العلوم حين تمايزت عن بعضها، تواضع أهل كل علم على اصطلاحات ليقربوا بها المعاني إلى الدارسين، وسبب اختلافهم في تعريف السنة هو تباين الأغراض، فإن غرض المحدث نقل كل ما جاء عن النبي ﷺ سواء كان مما يخص الأحكام أوْ لا، وغرض الفقيه هو إثبات أدلة الأحكام تفصيلاً، وغرض الأصولي هو إثبات وبيان أدلة الأحكام إجمالاً، وهكذا، ولذا فإن #المحدثين يقصدون بالسنة : أقوال النبي ﷺ، وأفعاله، وتقريره، وسكوته عن الإنكار بعد اطلاعه (1).
وأما علماء #الأصول فيقصدون بالسنة كل ما شرعه الرسول ﷺ لهذه الأمة قولاً وفعلاً وتقريراً(2)، وقد عبر الإمام الآمدي عن ذلك بقوله: ( ما صدر عن الرسول ﷺ من الأدلة الشرعية مما ليس بمتلو، ولا هو معجز ولا داخل في المعجز، وهذا النوع هو المقصود بالبيان هاهنا)(3)، أي عند الأصوليين.
وأما #الفقهاء فيقصدون بالسنة ما طلب فعله من غير جزم، ومنهم من يقول السنة ما فعله ﷺ وواظب عليه كما أشار إلى ذلك الإمام القرافي(4).
وتطلق السنة عند علماء #العقائد ويريدون بها لزوم منهج أهل الحق، فهي في مقابل البدعة كما في البحر المحيط للزركشي (5).
وأما السنة المقصودة في قوله ﷺ : (( فعليكم بسنتي)) (6) فهي الطريقة والسيرة التي سلكها النبي ﷺ وخلفاؤه، وهي المقابلة للبدعة، وهذا ما دل عليه الحديث نفسه حين قابلها بالبدعة، وليس المراد بها الاصطلاح المتأخر عند المحدثين أو غيرهم، إذ من المقرر أن الاصطلاح المتأخر الخاص بأهل فنٍ ما لا يُفَسَّر به النص النبوي، ومعرفة سنة النبي ﷺ وطريقته في التعامل مع المحدثات قبولاً ورداً يفتح لنا أفقاً رحباً، ويضع لنا الأمر في نصابه، ويبين لنا المنهج الذي ينبغي أن نسلكه في القبول والرد.
___
(1) شرح التبصرة والتذكرة (1/191)، تأليف أبي الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي (ت ٨٠٦ هـ) له الإمامة والغاية في الفقه والحديث.
(2) قواطع الأدلة في الأصول للسمعاني (1/30).
(3)الإحكام في أصول الأحكام للآمدي (1/169)،تأليف أبي الحسن سيد الدين علي بن أبي علي الثعلبي الآمدي (ت ٦٣١ هـ)، له الإمامة في الأصول والفقه والعقائد، كان حنبلياً، ثم تحول إلى المذهب الشافعي، ملأت تصانيفه الأسماع ووقع على تقدمه وفضله الإجماع. الوافي بالوفيات (21/225)،وطبقات الشافعية الكبرى (8/306).
(4)شرح تنقيح الفصول (ص٣٧٤)، تأليف الإمام أبي العباس شهاب الدين أحمد بن إدريس القرافي المالكي (ت ٦٨٤ هـ). أحد الاعلام المشهورين، انتهت اليه رئاسة الفقه على مذهب مالك، وأخذ كثيراً عن سلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام الشافعي. انظر الديباج المذهب لإبراهيم بن علي اليعمري المالكي (1/62).
(5) البحر المحيط في أصول الفقه (6/5)،تأليف الإمام أبي عبد الله محمد بن بهادر بن عبد الله بدر الدين المصري الزركشي، كان إماماً في الحديث والفقه والأصول (ت ٧٩٤ هـ). انظر طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (3/167)، وشذرات الذهب لابن العماد (8/572).
(6) سنن أبي داود، كتاب السنة، باب في لزوم السنة، رقم (4607)،سنن الترمذي، كتاب أبواب العلم، باب ما جاء في الأخذ بالسنة، رقم (2676).
كتاب : البدعة الإضافية دراسة تأصيلية تطبيقية
تأليف : الدكتور سيف علي العصري
#السنة
https://t.me/shafiahsha/1129