Get Mystery Box with random crypto!

الشيخ مصطفى عبد النبي : بسم الله جاذبني أحدهم أطراف حديث قائ | الرواق الشافعي

الشيخ مصطفى عبد النبي :

بسم الله
جاذبني أحدهم أطراف حديث قائلا: هل شاهدت فيلم كذا (فيلم أمريكي لا أذكر اسمه) فقلت له: لا أعرفه أصلا، لكن ما قصته؟
فقال إنه يحكي عما قاساه العبيد الأفارقة في أمريكا قبل صدور مرسوم لينكولن بتحريرهم.
ثم استطرد لماذا لم يجرم الإسلام الرق والعبودية مع أنها شيء بشع، وإنه ليعتصر قلبي حزنًا أن الغرب سبقونا لمثل ذلك، إلى آخر تلك الأمور العاطفية التي يرددها معظم من يريد الطعن في الشريعة.

فقلت له: ينبغي على المؤمن الحق أن يعتقد جازما أن لا أحد أحسن حكما من الله تعالى، وأن ديننا هو خير دين جزما، وأن شريعتنا أعدل الشرائع وأوسطها.
ثم إن حاك في صدره شيء من بعض الأمور.. فلسأل.

ثم قلت: الإسلام وإن لم يجعل من الرق جريمة.. لكنه فرغ الرق من معناه الحقيقي؛ إذ قال صلى الله عليه وسلم في الرقيق: (إخوانُكُم جعلَهُمُ اللَّهُ تحتَ أيديكُم ، فأطعِموهم مِمَّا تأكُلونَ ، وألبِسوهم مِمَّا تلبَسونَ ، ولا تُكَلِّفوهم ما يغلبُهُم ، فإن كلَّفتُموهُم فأَعينوهُم).
ثم حرم الإساءة للعبيد بالقول أو الضرب أو القتل، فقال صلى الله عليه وسلم: (من ضرب عبده ظالما لم يكن له كفارة دون عتقه)
فأي معنى بقي للرق بعد ذلك؟ وإن واقعنا اليوم لشاهد صدق على أن معيشة كثير من الأحرار اليوم أسوأ حالا من عيشة العبيد؛ فأي حرية لشخص مكره على العمل بوظيفتين ١٦ ساعة ليوفر لنفسه وزوجته الكفاف؟

ثم هنا معنى آخر: إن استرقاق الغربيين للأفارقة ناشئ عن منطلق عنصري؛ إذ هم في نظرهم ليسوا بشرا، بل قردة مشوهة؛ لذا فإنهم وإن حرموا الرق.. فالزنوج في هذه البلاد رتبة دنيئة في اعتقاد ذوي البشرة البيضاء.

نعم نحن نقر بأن الناس ليسوا سواء، لكن المفاضلة بينهم لا ترجع إلى لون أبشارهم، بل مردها الدين والنسب والصلاح والعلم والرأي والعقل.

تنبيه: بعضهم يرى أن حركة تحرير العبيد التي نشأت في بريطانيا كان القصد منها إضعاف الاقتصاد الأمريكي (بتقليل الأيدي العاملة في المزارع الشاسعة) بعدما فاق الاقتصاد الامريكي اقتصاد بريطانيا وفرنسا، وأن لينكولن استجاب لها لتكوين جيش من السود يعينه على توحيد البلاد.