Get Mystery Box with random crypto!

خواطر سورة الفجر ( 1 ) الحمد لله الرحيم الرحمن ، الذي خلق الإ | الرواق الشافعي

خواطر سورة الفجر ( 1 )

الحمد لله الرحيم الرحمن ، الذي خلق الإنسان علمه البيان ، الحمد لله الذي أنزل الفرقان منذراً به الإنس والجان ، الحمد لله القائل ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب )ص 29.

والصلاة والسلام على رسول الرحمة والهدى ، السراج المنير وعلى آله وصحبه أجمعين ..
وبعد
فهذه خواطر حول سورة الفجر ، وتأملات سريعة ..عسى الله أن يتقبلها ويجعلها في ميزان حسناتي ..ويجعل فيها الهداية والنور لأصحاب الدعوة في عصر الظلمة والطغاة المفسدين والمتجبرين . اللهم آمين

أقول وبالله التوفيق :

• سورة الفجر مكية النزول ...حوت عدداً من الأغراض منها : إعراض المشركين عن الرسالة وعن صاحبها صلى الله عليه وسلم ، وبالتالي إنذارهم من العذاب الدنيوي و الآخروي ، وتحذيرهم من العقاب الأليم الذي أصاب الأمم السابقة المكذبة والمتجبرة ، كعاد وثمود وفرعون .. وفي هذا من التثبيت ما فيه لقلب النبي الكريم – عليه الصلاة والسلام – وحزب الموحدين ..كما تضمنت موقفهم من النعمة والابتلاء وسرد بعض شنائعهم ، وما سيصيبهم يوم الحسرة من الندم الشديد على التفريط في جنب الله ، وفي المقابل ما سيصيب أصحاب الدعوات الثابتين على منهج الله وصراطه من النعيم المقيم والحظوة الإلهية عند خالقهم ...

• بدأ الحق سبحانه السورة بالقسم .. والقسم عموماً يوحي بجلالة شأن المقسم عليه وإرادة توكيده وتحقيقه ولفت النظر والانتباه إليه .. فلا بد أن يكون ذا قيمة كالغيبيات وأصول الإيمان والتوحيد والجزاء والوعد والوعيد وصدق نبوة محمد عليه الصلاة والسلام وغيرها من أمور عجيبة ..

• تخيلوا معي ..لو أن ملكاً من ملوك الأرض ذوي السلطة والقوة والجاه والنفوذ .. بدأ خطاباً أو تصريحاً بالقسم أو عدة أقسام .. وكرر فيها ونوع .. لانطبع في ذهن السامع أن هناك خطباً ما جلل حدث أو سيحدث ..أو أمراً ما ذو شأن خطير يريد تأكيده أو تقريره وتثبيته ..!
المهم أن القسم ممن هذه حاله سيشعر السامع بقيمة الشيء المقسم عليه .. فكيف إذا كان الأمر أمر وعيد وعقاب وتحذير ممن يملكهما .. و تخيل إن كان هذا من ملك الملوك خالق القوى والقدر ، من بيده كل شيء وله مقاليد كل شيء..؟! الأمر جد مرعب ورهيب ..

• أقسم الله أول ما أقسم في مطلع السورة بـ ( الفجر ) وهو القسم الوحيد في القرآن بهذه اللفظة( الفجر ) ، نعم جاء القسم بالصبح كما في قوله ( والصبح إذا أسفر ) المدثر 34 وكقوله ( والصبح إذا تنفس ) التكوير 18 ..وغيرها من الألفاظ القريبة .. لكن لفظ الفجر لم يذكر بغير هذه السورة مقسماً به ، وهذا من ميزات هذه السورة ، وفي هذا القسم لفتة جميلة وحكمة جليلة ..

حيث إن الله سبحانه ذكر أقواماً طغوا وأفسدوا وعلوا وتجبروا ، ثم أهلكهم بعذابه الشديد وأخذه الأليم ، فكان هلاكهم بمثابة فجر بزغ بعد ظلام دامس وليل طويل قاتم ،بل انظر كيف جاء القسم بـ( الليل إذا يسر ) بعد القسم بالفجر ، والمقصود بـ ( يسر ) : يمضي ويذهب .. وهذا مؤيد لما ذكرت ، فالله سبحانه استهل السورة بهذين القسمين ، وذكر الفجر أولاً والليل إذا يسر ثانياً ، مع أن الترتيب الطبيعي لهما بعكس ذلك – ذهاب الليل ومجيء الفجر – لكن الاستهلال بالفجر براعة ما بعدها براعة ..وفيها من الراحة والبشارة للمستمع والقارئ ما فيها .فكأن الله يريد أن يقول للأمة :
إنه مهما علا أهل الطغيان والفساد ومهما استكبروا وتجبروا فإن ليلهم وظلامهم سيسري وسيأتي فجر جديد يحمل البشارات ويملأ الدنيا نوراً وضياءً .

يتبع
د.إيهاب برهم