قال العلامة محمد بن سليمان الكردي ـ رحمه الله ـ (1194ه) : ( مطلب: قِصَّةُ الرَّيْمِيِّ وَإعْتِراضُهُ عَلَى النَّوَوِيِّ فِي مَسْأَلَةِ النَّظْرِ إِلَى الأَمْرَدِ قال ـ أي: ابن حجر ـ: وَلَمَّا حَصَلَ مِنه [أي :من محمد بن عبد الله الريمي ] في شرحه على التنبيه [المسمى: التفقيه]وغير ذلك [أي: انتقاص الإمام النووي] اسْتَمَرَّ عِلَيْهِ إلَى أَنْ مَاتَ ، فَسُجِّيَ بِثوْبٍ إِلى أَنْ يُشْتَرَى لَهُ مُؤْنُ التّجْهيزِ ، فَبَيْنَما النّاسُ مٌحْتاطُونَ بِهِ قَدْ كَثُرَ أَسَفُهُم عَلَيْهِ لأَنَّه كانَ لَهُ فِي الفِقْهِ اليَدُ الطّولَى ، وإذَا بِهامٍ كبيرٍ جِدّاً يَشُقُّ صُفوفَ النَّاسِ إلَى أنْ وَصَل إِلَيْهِ، فإِذا فَمُهُ مَفْتُوحٌ ، فَأَدْخَلَ رأْسَهُ فِي فَمِهِ، وَتَناوَلَ لِسَانَهُ ، فَاقْتَلَعَهُ مِنْ أَصْلِهِ ، ثُمَّ عَادَ مُنْقَلِبًا وَاللِّسَانُ فِي فَمِهِ ، فَخَرَقَ تِلْكَ الصُّفُوفَ كَمَا خَرَقَهَا أَوَّلاً ، وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ أَوّلاً وَثَانِياً ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ مِنْهُمْ زَجْرَهُ بِكَلِمَةٍ وَلاَ التّعَرُّضَ لأِخْذِ اللِّسَانِ مِنْهُ ، وَإِنَّمَا حَصَلَ لَهُمْ نَحْوُ رُكُودِ حَوَاسٍّ وَشُخُوصِ البَصَرِ وَتَعْطِيلِ القُوَى البَاطِنَةِ والظَّاهِرَةِ ؛ فعلم الفُقهاء الذين اطّلعوا على شرحه أن هذا من بركة النووي؛ واستمر شُيوع ذلك. قَالَ الحافِظُ ابْنُ حَجَر : وَقَدْ نُقِلَ إِلَيْنَا وَثَبَتَ بِطَرِيقَةٍ مِنْ غَيْرِ رَيْبٍ وَلاَ شَكٍّ ، أيْ :كَيْفَ لاَ يَقَعُ مِثلُ ذَلِكَ وَلُحُومُ العُلَمَاءِ مَسْمُومَةٌ وَعَادَةُ اللهِ فِيهِمْ مَعْلُومةٍ؟ انتهى ما أردتُ نقله من كلام الشيخ ابن حجر) .الفوائد المدنية فيمن يُفتى بقوله من أئمة الشافعية للكردي 49 ــ 50. دار نور الصباح تح: بسام عبدالوهاب. مستفاد من الشيخ أشرف حسن 124 viewsedited 20:00
