إلى أخي وحبيبي ورفيق هجرتي الشيخ المهاجر الصابر المترنم بآيات الله
مصلح العلياني ..
أعلم أنه لا كلمات ولا أبيات ولا شيء في الدنيا يمكن أن يعوض فقد الأب!!
وأشعر بألمك يا أُخي فحالنا واحدة و هجرتنا واحدة فالبعد عن الأب وحده ألم فكيف بفقده!
لكن :
يا قرة العين أنت الذي تعلِّمنا معنى الصبر وأثره وأنت الذي تخطب في المنابر تالياً حديث المصطفى ﷺ في الحديث القدسي حيث يقول الله «
ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صَفِيَّهُ من أهل الدنيا ثم احتسبه؛ إلا الجنة» رواه البخاري.
فالجنة تكفيك!
والجنة تعوِّضك!
والجنة تصبِّرك!
أو ما يسرُّك أن يأتي الناس يوم القيامة بحسناتهم يحملونها، ويُنادى بك في ركب الصابرين ﴿
إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾
[الزمر:10]
يا أُخي :
إن فراقك لوالدك ليس فراقًا أبديًّا بل هو مؤقَّت وقصير، فغدًا تلقى الأحبة بإذن الله في جنات ونهر، وعندها عساك تفاجئ والدك بجبال حسنات جمعتها في الشام ويومئذٍ تفرحون برحمة الله!
أحسن الله عزاءك يا صديقي وجبر الله مصابك وعظم الله أجرك
لئن كان والدك سندًا لك فكلنا لك من بعده سند بإذن الله ..
لقد عظُم أمر الهجرة لشدة بلائها، ووعد الله المهاجرين ليكفِّرَنَّ عنهم سيئاتهم وليُدخِلَنَّهم جنات تجري من تحتها الأنهار .. وحسبهم موعود الله هذا ..
أخوك ورفيق هجرتك /
عبد الله المحيسني أبو محمد
