2018-03-14 20:10:47
إحياء أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) للمؤمنة (أم فروة) بعد أن قتلها أبو بكر (لعنه الله) !
عن سلمان الفارسي قال : إن امرأة من الأنصار يُقال لها أم فروة ، تحض على نكث بيعة أبي بكر ، وتحث على بيعة علي عليه السلام ، فبلغ أبا بكر ذلك ، فأحضرها واستتابها فأبت عليه.
فقال : يا عدوة الله ! أتحضين على فرقة جماعة اجتمع عليها المسلمون ، فما قولك في إمامتي؟ قالت : ما أنت بإمام ، قال : فمَن أنا؟ قالت : أمير قومك اختارك قومك وولوك ، فإذا كرهوك عزلوك ، فالإمام المخصوص من الله ورسوله يعلم ما في الظاهر والباطن ، وما يحدث في المشرق والمغرب من الخير والشر ، وإذا قام في شمس أو قمر فلا فيء له ، فلا تجوز الإمامة لعابد وثن ! ولا لمن كفر ثم أسلم ! فمن أيهما أنت يا ابن أبي قحافة ؟!
قال : أنا من الأئمة الذين اختارهم الله لعباده ! فقالت : كذبت على الله ! ولو كنت ممّن اختارك الله لذكرك في كتابه كما ذكر غيرك ، فقال عز وجل : (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون) ، ويلك! إن كنت إماماً حقاً فما اسم السماء الدنيا [الأولى] والثانية ، والثالثة ، والرابعة ، والخامسة ، والسادسة ، والسابعة ؟
فبقي أبو بكر لا يحير جواباً ! ثم قال : اسمها عند الله الذي خلقها !! قالت : لو جاز للنساء أن يعلمن [الرجال] لعلمتك !
فقال : يا عدوة الله لتذكرن اسمَ سماء سماء وإلا قتلتك ! قالت : أبالقتل تهددني؟! والله ما أبالي أن يجري قتلي على يدي مثلك ولكني أخبرك ، أما السماء الدنيا [الأولى] فأيلول ، والثانية زبنول ، والثالثة سحقوم ، والرابعة ذيلول ، والخامسة ماين ، والسادسة ماحيز ، والسابعة أيوث.
فبقي أبو بكر ومَن معه متحيرين ! وقالوا لها : ما تقولين في علي؟
قالت : وما عسى أن أقول في إمام الأئمة ! ووصي الأوصياء ، مَن أشرق بنوره الأرض والسماء ، ومَن لا يتم التوحيد إلا بحقيقة معرفته ، ولكنك ممّن نكث واستبدل ! وبعت دينك بدنياك !
قال أبو بكر : اقتلوها فقد ارتدت !! فقُتلت !
وكان علي (عليه السلام) في ضيعةٍ له بوادي القرى ، فلما قدم وبلغه قتل أم فروة فخرج إلى قبرها ، وإذا عند قبرها أربعة طيور بيض ! مناقيرها حمر ، في منقار كل واحد حبة رمان كأحمر ما يكون ! وهي تدخل في فرجة في القبر ، فلما نظر الطيور إلى علي (عليه السلام) رفرفن وقرقرن ، فأجابها بكلام يشبه كلامها وقال : أفعل إن شاء الله ! ووقف على قبرها ومدّ يده إلى السماء وقال : ”يا محيي النفوس بعد الموت ، ويا منشئ العظام الدارسات ، أحيي لنا أم فروة واجعلها عبرة لمن عصاك“
فإذا بهاتفٍ [يقول] : امضِ لأمرك يا أمير المؤمنين ، وخرجت أم فروة متلحفة بريطة خضراء من السندس ، وقالت : يا مولاي أراد ابن أبي قحافة أن يطفئ نورك ، فأبى الله لنورك إلا ضياء ، فبلغ أبا بكر وعمر ذلك فبقيا متعجبين !
فقال لهما سلمان : لو أقسم أبو الحسن على الله أن يحيي الأولين والآخرين لأحياهم ، وردها أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى زوجها ، وولدت غلامين له ، وعاشت بعد علي ستة أشهر .
الخرائج والجرائح
ج٢ ص٥٤٨ ــ ٥٥٠
476 views17:10