2021-04-17 17:33:29
قال تعالى :"يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا"
ورد في تفسيرها أن الله عز وجل يريد أن يخفف عن العباد في جميع الاشياء لأنه يعلم أن الانسان الذي خلقه ضعيفا.
وكما أسلفنا حديثنا عن تكاليف الله وأن النفس البشرية تطيقها لأن الله لا يكلف نفس فوق طاقتها إلا لإنها مالت عن الطريق فيردها إليه، لأن النفس تجذع حينما يصيبها البأس والشدة وتتضرع إلى ربها،فتعود إليه فيتقبلها ما دامت صادقة في سيرها وأوبتها إليه.
وهنا أتعجب من هذه الآية العظيمة التي أولها تخفيف وتيسير وآخرها رأفة ورحمة ، وكأن الله يخبرنا أنه ما يريده منا من هذه التشريعات الا التخفيف والتيسير بل وبعد أمره بفرض الصوم بالحزم والوجوب في أول الآية جاء في آخر آيات الصوم "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر..."لأنه يعلم ضعف المخلوق الذي خلقه بيده وتقلب أحواله ومرضه الذي يضاد لصحته وحزنه الذي تعقبه سعادته وبكاءه وضعف حيلته ، وكما قيل لو علم العبد الحكمة من تعاليم الله وفرائضه لبكى فرحا من تخفيف الله وإهتمامه بنقاء روحه .
ولتعلم رحمة الله وتيسيره للعباد لك أن تقرأ الرخص التي جآت صراحة في آي القرآن الكريم "فمن كان منكم مريضا..""فمن لم يجد..." "فمن لم يجد فصيام ..." "...لمن استطاع إليه سبيلا" " وإن خفتم ..." "وإن خافا ..." والرحمات كثيرة لا تحصى "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها...".
وأما في حزف الفاعل في خلق الإنسان وبنائه للمجهول أمرا عجيبا وهو كيف لمن خلق شيئا بيده ويعلم حاله وأحواله أن يشق عليه ويحمله فوق ما يطيق "الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير" وهذا الآية دليل على ربوبية الله عز وجل وقد أقر الكفار بها في أكثر من آيه "ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله..." وقلنا هذا الأمر لنبين أن حزف الفاعل في خلق الإنسان هو العلم به وهو الله عز وجل لأن الكافر يقر بذلك فما بالك بالمسلم .
يا عبد الله ما ضرك بعد أن تدرك أن الله الذي خلقك بيديه يعلم ضعفك وقلة حيلتك ، لن ينسى جهادك فيه وسيرك إليه وتقلبك في العباده من أجله ، لن ينسى حزنك، وألمك وضيقك وعنتك ووقوفك بعد الإنكسار ، صبرك على طاعته ، وكبحك لشهواتك لتنال رضاءه.
وأنت في سيرك إلى الله وانسك معه بتلاوت كتابه الكريم في هذا الأيام المباركة ومناجاتك له بالدعاء وقيامك له بالصلاة وكبح نفسك بالصوم تذكر أنه يعلم أنك ضعيفا ، سينال الفتور منك شيئا ، بل ويزدادك إيمانك وينقص كما ورد في معنى حديث للنبي صلى الله عليه وسلم ، لا تتوقف في السير إليه لأنه يعلم أنك ضعيف وكن صادقا في سيرك وإن قل زادك ووعر طريقك وكؤدت العقبة ، فإنما يوفى الصادقين أجرهم بغير حساب .
يقول ابن القيم رحمه الله "إن لله جنة في الارض من دخلها دخل جنته في الآخرة ألا وهي الأنس بالله وذكره عز وجل"
#فالزم_كتاب_الله_فثم_الفلاح
#رمضان_شهر_القرآن
#ود_العطا
263 viewsSalah Wad Alatta, 14:33