[ خشيةُ اللّه تعالى تمنعُ اتِّباع الهوى ] الخشية تمنع اتِّبَاع الْهوى، قَالَ تَعَالَى: *{ وَأما من خَافَ مقَام ربه وَنهى النَّفس عَن الْهوى • فَإِن الْجنَّة هِيَ المأوى } [ النازعات : ٤٠ - ٤١ ] ؛* والكمال فِي عدم الْهوى وَفِي الْعلم، وَذَلِكَ هُوَ لخاتم الرُّسُل - صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - الَّذِي قَالَ فِيهِ: *{ والنجم إِذا هوى • ما ضل صَاحبكُم وَمَا غوى • وَمَا ينْطق عَن الْهوى • إِن هُوَ إِلَّا وَحي يُوحى } [ النجم : ١ - ٤ ] ؛* فنفى عَنهُ الضلال والغي، وَوَصفه بِأَنَّهُ مَا ينْطق عَن الْهوى إِن هُوَ إِلَّا وَحي يُوحى، فنفى الْهوى وَأثبت الْعلم الْكَامِل وَهُوَ الْوَحْي، فَهَذَا كَمَال الْعلم وَذَاكَ كَمَال الْقَصْد - صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - ، وعَلى آله وَصَحبه وَسلم تَسْلِيمًا؛ وَوصف أعداءه بضد هذَيْن، فَقَالَ تَعَالَى: *{ إِن يتبعُون إِلَّا الظَّن وَمَا تهوى الْأَنْفس وَلَقَد جَاءَهُم من رَبهم الْهدى } [ النجم : ٢٤ ] ؛* فالكمال الْمُطلق للْإنْسَان، هُوَ تَكْمِيل الْعُبُودِيَّة لله علما وقصدا. جامع المسائل لإبن تيمية (151/5) 372 views13:37