Get Mystery Box with random crypto!

قد تكون الأخير وبعون الله وتوفيقه تتقدم، فلا تلتفت لمن حولك، و | قَبَسٌ مِنْ كِـتَابْۦ🪶

قد تكون الأخير وبعون الله وتوفيقه تتقدم، فلا تلتفت لمن حولك، ولا تراقب سيرهم، وتعامل مع الأمر كأنك الوحيد الذي يسير في طريق الطلب، فإن كثرة الالتفات تسبب الإبطاء، وتورث عِللًا في القلب تقلل أو تعدم صلاحيته لاحتواء العلم.

تنافس مع نفسك بالأمس، واحرص على التقدم عليها، وإن أردت تحفيزًا يدفعك للأمام، فلَك في قصص السلف مرتع ومتسع، أما أهل هذا الزمان -وخاصة الأقران- فالأسلم ترك منافستهم خاصة إن التمست في نفسك تأثرًا سلبيًا.

وعِ أنه لا يفيدك أن تسرع لفوت الجميع، فتحفظ لهذه الغاية، وتقرأ لهذا السبب، وتجتهد لأجل هذا السبق، فيصير كأنه الهدف، حينها ماذا تركت لله من طلبك ؟

تفطن فإن من يأجرك الله، وليس الناس، والله يكافي عبده الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعين ضعفًا، وأنصف الناس لن يعطيك إلا قدر ما اجتهدت، ومن دونه سيبخسك، في حين تجارتك غير مطلوبة معهم أساسًا.

وما بدأت المهاترات التي نراها بين كثير من الإخوة إلا بشرارة التنافس، والتنافس ما لم يُضبط صار مهلكة، ويُنسِي المرء أنه ما سلك هذه الطريق أصلًا إلا ليفوز بالجنان، فتخرب بوصلته ويضيع شريدًا طريدًا وهو يظن نفسه على خير.

فتنافسوا بشرف، وتعاونوا بشرف، ولتصفى قلوبكم إن اخترتم المسير معًا، واحذروا أضداد هذا، وتذكروا أن الهدف الأسمى: انتصار الدين ورفع راية الإسلام وانتشار العلم والخير، ولا يحدث ذلك كله بواحد، ولا يضر من أي فاه خرجت الفائدة ما دام نفعها عميمًا وخيرها موصولاً، والأصل أن يفرح المرء بتأدية غيره للأمور المستثقلة، فهذا يخفف عنه السؤال يوم القيامة، ويجنبه كثرة الحجج عليه.

أبقِ عينيك على قلبك طوال الوقت، فالشأن كل الشأن فيما فيه، وأشفق على نفسك واعمل على نجاتها أولاً كي تكون شفقتك على الأمة صادقة فتثمر الخير لها، واعلم أنه ليس بيد الناس نفعك أو ضرك، أو مجازاتك ومعاقبتك، فاجعل تجارتك كلها مع الله تربح وتفلح، ولا يكن همك الإسراع لمجرد السبق، فقلّ لمسرع أن يكون راسخًا نقيًا، والأمة لا تحتاج المزيد من المذَبذبين الذين في قلوبهم نتانة.