سؤال: انا بحاول ف رمضان اتزود لبعد رمضان وباكثر منها واداوم ع | قناة سوزان مصطفى بخيت
سؤال:
انا بحاول ف رمضان اتزود لبعد رمضان وباكثر منها واداوم عليها عشان تكون عادة ..ويكون ف حال ليا مع الله لاكن كل ما افتكر ممكن ما احس بلذة العبادة او ان الموضوع صعب والمشوار طويل.. زي هذا الرجل وحتي الدعوات كنت بظن انها ربنا هيستجيبها وقريبه جدا ..برضو نفس الاحساس ممكن ربنا مايستجيب او انها بعيدة
مش عارفه هل دة سوء ظن بالله ...ام انه خوف وترجي ...
أ. سوزان:
قد يكون قلة معرفة بكيفية سير الأمور الربانية
فالله عز وجل لا يجعل الأمور تسير بنفس الطريقة التي نراها نحن من منظورنا البشري وإنما يجعل الأمور تسير بحكمته
فقد يحقق لك الشيء فورا (إحساس لذة العبادة أو تلبية دعاء) وقد يؤجلها لوقت لاحق يرى أنه أفضل بالنسبة لك وقد يعلقها على أمر آخر يريدك أن تتهذبي فيه، فلا يحقق لك ما تريدين، حتى تقومي أنت بما يريده منك وقد يكون هناك أسباب أخرى تجعل الله بحكمته يرى الأفضل ألا تنالي جواب تلك الدعوة
مشكلتنا كبشر أننا نرغب برؤية ملموسة مادية كنتيجة لدعائنا وعبادتنا والأمور الربانية لا تتم هكذا
لذلك تحتاجين أن تؤدي ما عليك ولا تنتظري النتيجة
أدي العبادة وتذللي بالدعاء من أجله سبحانه فقط لا غير وأحسني الظن به أنه سيوفقك لما فيه الخير لك في الوقت الذي يراه خيرا لك وبالشكل الذي يراه خيرا لك
تابع السؤال
معلش سؤال استاذه وسامحيني لو غريب شويه هل لو عندي مشكله ف تربيه اولادي مثلا سلوك سئ مثلا ومهم جدا انه يتعدل (مع الاخذ بالاسباب طبعا).. هل الالحاح بالدعاء وتكرار الدعاء مع الرجاء ان ربنا يستجيب هل دة ينافي الصبر؟ كما ذكر الشيخ ... وقال برضو ممكن تدعي دعوة وتلح جامد وهي ما تكون خير ليكي وتكتشف دة بعد استجابه الدعوة ... فلازم يكون ف اليقين انه ان استجاب فخير لك وان لم فخير لك وانت لا تعلم ....
طب بالنسبه لمشكتي انا مثلا اكيد صلا ح حال اولادي فيه خير .فاكيد هدعي كتير وهلح ف الدعاء ..فهل كدة منافي لكلام الشيخ
يعني اقصد دي مشكله وعايزة ربنا يحلها ويستجيب لي ....مش مثلا تمني شى دنيوي..زي امنيه مثلا يايستجيب ام لا .... مش عارفه وصلك السؤال ام لا
أ. سوزان
هنا الإشكال حبيبتي انك تريدين أن يحل الله مشكلتك بدعائك وكأنك لا شعوريا تعتبرين أنه فرض على الله إنه يحل مشاكلنا وده خطأ كبير في التعامل مع الله
زي ما الشيخ وضح لما ذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: الدعاء عبادة
فالعبادة هي ذل وخضوع وانكسار ولجوء لله ليدبر الأمر من عنده وبحكمته وعلمه وبصيرته مش شرط التدبير يكون في حل المشكلة
التدبير ممكن يكون في أنه يفتح باب آخر بعيدا عن المشكلة لكن على المدى البعيد يساعد في الحل، مثل مال اليتيمين في سورة الكهف والذي كان مدفونا وقدر الله ان يأتي الخضر وموسى عليه السلام ليحفرا الجدار ويستخرجا المال ويعطيانه لليتيمين
ومثل قصة يوسف عليه السلام انه بدلا من أن يتم إنقاذه من البئر، تم أسره ويمر بسلسلة من الابتلاءات وآخرها السجن وكل هذا حتى يخرج ويكون ذو مكانة وشأن
وممكن يكون أنه ينزل على قلبك السكينة والتقبل للمشكلة مثل ان يكون هناك شخص مريض وأنت تدعين بشفائه، فينزل الله على قلبك السكينة لتتقبلي المرض بنفس راضية
وقد يكون التدبير في أخذ مسبب المشكلة مثل قصة الغلام في سورة الكهف اللي كان مرهق والديه وقتله الخضر لأن هو ده الخير لهما
إذن ما هو الحل؟
الحل أن تدعي الله دعاء عبادة فيه تذلل وخضوع وانكسار وتفويض أمرك لله بحيث يدبره كيفما شاء وليس دعاء طلب بأنك ترين شيئا محددا هو الأصح وتريدين من الله أن يحققه لك وكأنك أنت الأعلم والأعرف بما فيه الخير
نحتاج أن نتعلم النظر للأمور من منظور رباني واسع وعميق وليس من منظورنا البشري القاصر الضيق نحتاج أن نثق في الله فورا وفي الحال وفي أن تدبيره هو الخير كله حتى لو لم يروق لنا ولم نرى الخير فيه
وهنا تأتي أهمية الدعاء بأن يرزقك الله اليقين التام بقضائه وقدره والتي هي من أبواب استشعارك حلاوة الإيمان كما تم توضيحه في سؤالك السابق
