ومن أنفع ما قرأته في (العِلم) ما علّقه البخاري في كتاب 'العلم' | قناة سوزان مصطفى بخيت
ومن أنفع ما قرأته في (العِلم) ما علّقه البخاري في كتاب "العلم" باب "رفع العلم وظهور الجهل" وقَالَ رَبِيعَةُ: «لاَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ عِنْدَهُ شَيْءٌ مِنَ العِلْمِ أَنْ يُضَيِّعَ نَفْسَهُ» أقولُ: من أعظم ما يُهدى إليه طالبُ علمٍ: -أن يعلم أنّ ما حصّله من علمٍ فإنه من الله، وهو ابتلاءٌ ينظرُ اللهُ: ماذا تفعلُ به، أتقبلُه وتعمل به وتتواضع به لله أم ترفضه أو تفخر به أو تطغى؟ فالعلمُ من أبواب الفتن والابتلاء وليس نعمةً على كل من حصّله فاللهُ يرفع به أقواما ويضع آخرين #إنما العلمُ ما يُحرِكُك، ويجعلك أحسنَ حالا في خُلقك وقلبِك وعملِك هذا (فقط) هو ما يبقى لك من معنى العلم. ومَن لم يَصُن نفسه لم ينفعه علمُه -وأن تعلم أن ما حصّلته من علم هو قليل جدا قياسا على ما لا تعلمه، فلا تستكثر ما عندك، ولا تتوقف عن طلب الزيادة منه في كل مراحل حياتك -وأن تعلم أن من أعظم ما يُطلب له العلم: رحمة الناس به والحرص عليهم وإصلاحهم به: (تقليلُ شرِّهم وتكثيرُ خيرِهم) وليس مجرد معلومات تبقى حبيسة صدرك لا حِراك لها ولا أثر -وأن تعلم أن العلم النافع هو ما خلَّصه صاحبُه من حظوظ نفسه، فيجعله كله لله طلبا وعملا ودعوة ومن أعظم ما تُخلِّص منه علمَك: الرياء، وشُحُّ النفس، والحسد، وأن تبتغي بعلمك الدنيا ومن طلب العلم حقًا لم يرضَ به عن الفردوس بدلا -وأن تمد يدَ العون لإخوانك من طلبة العلم والدعاة، فتفرح بهم وتدعو للانتفاع منهم، وتنصحهم وتنتصح منهم، وتنفعهم وتنتفع، منهم وتدعو لهم بالهداية والسداد بمثل هذه النيات والأعمالُ يكون طلبُه للعلم عملا صالحا بله من أشرف الأعمال وأعلاها وأرجاها عند الله و ينفعُك الله بكل ما يبلُغك من العلم مهما كان قليلا (وليس في العلم قليل) فالعلمُ دِينٌ.. دين العِلمُ هو (طلبُ ما عند الله على هُدى من الله)، وما سوى ذلك فهو من زينة الحياة الدنيا
