2021-10-17 00:49:56
#مناقشة_الأم_الغائبة_عاطفيا
أين أنت يا أمي؟
• كانت تلك رسمتي الأولى، وكنت سعيدة جدا بها، فأسرعت إليك لترينها والابتسامة تعلو وجههي
لكنك كنت منشغلة عني ولا تنظرين إلي
ثم حينما انتبهت بعد الحاح مني، وجدتك عابسة وتطلبين مني العودة لدراستي وترك هذه التفاهات
فانكسرت نظراتي وعدت خائبة
وقلبي يبكي صامتا "أين أنت يا أمي؟ افتقد دعمك وتشجعيك"
• كنت ألعب مع ألعابي وجائت أختي الصغيرة تريد أخذها مني، فوجدت تسرعين إلي تعنفيني وتعاقبيني لأني لم أعطها لعبتي
فانسحبت باكية في صمت لا أعرف ما هي جريمتي
ولم ادري كيف أتعامل مع كسر قلبي سوى بنداء خافت "أين أنت يا أمي؟" افتقد لحنانك واحتواءك
• ما زالت أذكر ذلك اليوم،
اليوم الأول بالمرحلة الاعدادية، حينما اوصلتيني مرة واحدة لمدرستي الجديدة والتي تبعد ربع ساعة سيرا على الأقدام ثم تركتيني وأخبرتيني أن علي الذهاب والعودة بمفردي ومحاولة السير بنفس طريق أفواج الطالبات.
فبدأت الذهاب والعودة وحدي وكثيرا ما كنت خائفة وأخشى أن أضل طريقي وتنساب دموعي على خدي وأنا أهمس في نفسي
" أين أنت يا أمي؟ افتقد الاحساس بالأمان في جوارك"
• أما ذلك اليوم فقد كنت بالثانوي، ومرضت بشدة وكنت نائمة لا استطيع الحراك
كنت أحتاجك بجواري فناديتك لتجلسي معي
فما كان منك الا ان ضحكتِ قائلة: وماذا أفعل الآن؟ ألست أحضر الطعام؟
فتجرعت مرارة الألم هامسة
"أين أنت يا أمي؟ افتقد حضنك وحنانك"
• وذلك اليوم حينما أتيتك متألمة من قريبتنا وجارتنا التي ظلمتني فما كان منك ألا أنك اتهمتيني أني لابد وقد أخطأت، ولم تحاولي حتى أن تسألي وتعرفي ما حدث،
وأحيانا ترددين أنه موقف عادي وأني من أضخم الأمور
فانسحب باكية وأنا أهمس
"أين أنت يا أمي؟، افتقد احساسي بالأمان وأنت تقفين بجواري وتدافعين عني"
ذكريات كثيرة ومواقف متنوعة تمر أمام عيني حينما أنظر لشريط حياتي.
أعلم أنك كنت هناك لكني لا أتذكرك
لا أتذكر رائحتك وأحضانك
ولا لمساتك الحانية
لا أتذكر كلماتك الدافئة
ولا حتى لحظات خاصة سعيدة بيننا
•••••••••
كانت تلك الهمسات
همسات ينادي بها كل قلب جريح فقد حنان الأم وحبها
همسات لكل من عانت فقد الأم بعد مماتها
همسات لكل من عانت قسوتها والحرمان من حبها في حياتها
ثم ما تلبس الهمسات أن تتحول لاستفسارات
لماذا افتقدتك يا أمي؟
وأين كنتِ؟
هل كنت أنا السبب في ابتعادك عني؟
سوزان مصطفى بخيت
رابط القناة
http://t.me/SuzanneBekhit
137 views21:49