كانت حلب قوس قزحي الجميل جميلة جميلاتي . أجمل الشالات المزرك | الثورة السورية

كانت حلب قوس قزحي الجميل
جميلة جميلاتي . أجمل الشالات المزركشة بالحب التي أوصت أمي لي بها
كانت عروسة العرائس ، التي نزلت من قلعثها الى الأسواق القديمة المزدحمة ، تشتري جهازها الشرقي ، صندوق اللبس المفضض ، الكحل وقارورات العطر ، وشالات روحي
كانت الثغر الذي تتحصن خلفه كل أحلامي . وتتوقف عنده كل ألامي .
أقلّب الأحجار فأجد الكنوز تحتها ، فأعيد إقامتها لغلماننا الأيتام ، أرسم خرائط طرقاتها وقصورها وزواياها وابوابها لأحتفظ بها في شيفرة روحي .
واليوم عندما تنهمر الأمطار على جروحي ، تستفيق كل اللحظات الحميمة ، كل المواويل . كل رقصات الصوفيين ، نداءات الباعة . وكل مشاغبات الأطفال ، وأصوات النساء والرجال في الأحياء البعيدة والقريبة ، في الليل والنهار ، تأخدني حلكة الليل الى برق الشتاء الماطر ، الى نيران حرائقها المشتعلة قهراً . الى دفأ قلبي فيها .
كانت حلب قوس قزحي الجميل ، وفرسي الأصيلة التي لم تخذلني يوماً .
أكتشف اليوم لماذا أتعذب ، أكتشف اليوم لماذا أنا عاري إلا من دفئي .
أصالة الألوان التي صبغت حلب روحي بها ، هي السبب .