2022-06-30 04:32:52
⚘
*أفضل أيام الدنيا*
*العشر من ذي الحجة!*
العشر من ذي الحجة موسم من أعظم مواسم الإسلام، وعرس من أعراسه المباركة، فقد جاء عـن جابـر رضي الله عنه، أنَّ رسول الله ﷺ قال:
*"أفضـلُ أيـام الدنيـا العشـرُ"* يعني: عشر ذي الحجة.
رواه البزار (١١٢٨) بإسناد حسن كما قال المنذري في الترغيب (١٧٢٧)
*قال الإمام ابن حجر: "والذي يظهر أن السبب بامتياز عشر ذي الحجة؛ لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي: الصلاة، والصيام، والصدقة، والحجّ، ولا يتأتَّى ذلك في غيره".* فتح الباري (٢/٥٣٤)
⚘وذكر الإمام ابن رجب أن الحكمة من الاجتهاد في العبادة فيها، فقال:
"لمَّا جعل الله في قلوب عباده حنينًا للحجّ، وليس كل أحد قادرًا كلَّ عام، فرضَ (الحج) مرة واحدة بالعمر، وجعل (العشر) مشتركة بين الحاجّ والقاعد".
وقد أرشدنا النبي ﷺ إلى عدد من الوظائف التي ينبغي على المسلم أن يقوم بها في هذه الأيام، وهي:
*١- اﻹكثار من اﻷعمال الصالحة:*
عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما قال قال رسول الله ﷺ: "ما مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أحبُّ إِلى الله مِنْ هذه الأَيَّامِ العشْر.
ِ قالوا يا رسولَ الله: ولا الجِهادُ في سبيلِ الله!.
ِ قال: ولا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ الله، إِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ ومَالِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذلكَ بِشَيْء".
رواه البخاري
"استيعاب عشر ذي الحِجة بالعبادة ليلاً ونهاراً أفضل من جهادٍ لم يذهب فيه نفسُهُ ومالُهُ".
المستدرك على الفتاوى (١٠٤/٣)
وكان الحافظ ابن عساكر مؤرخ دمشق يعتكف في هذه العشر من ذي الحجة، كما في كتاب ابنه عنه.
*٢- المحافظة على صلاة الفجر في جماعة والذكر بعدها حتى تطلع الشمس، ثم صلاة الضحى.*
فعن أَنَسِ بن مالِكٍ قال: قال رسول الله ﷺ: "من صلى الغَدَاةَ في جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حتى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صلى رَكْعَتَيْنِ كانت له كَأَجْرِ حَجَّةٍ وعُمْرَة. قال قال رسول الله ﷺ: تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ.
أخرجه الترمذي وحسَّنه.
*٣- المحافظة على صيام الأيام التسع، وهي مستحبة استحباباً شديداً،* كما قال الإمام النووي؛ لأنها من الأعمال الصالحات؛ ففي مسند أحمد: «لَمْ يَكُنْ يَدَع النَّبِيُّ ﷺ: صِيَامَ عَاشُورَاءَ، والعَشْرَ، وثلاثةَ أيَّامٍ مِنْ كُلِّ شهْرٍ».
*٤- صيام يوم عرفة لغير الحاج:*
عن أَبي قتَادَةَ عن النَّبيِّ ﷺ قال: "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ إِنِّي أَحْتَسِبَ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَه".
رواه مسلم
*٥- المحافظة على قيام ليالي العشر:*
وقد أقسم الله بهن إذ قال: (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ) قال ابن كثير: المراد بها عشر ذي الحجة.
*٦- الإكثار من الاستغفار:*
قال النبي ﷺ: "ما أصبحتُ غداة قط إلا استغفرتُ الله تعالى فيها مئة مرة”. وقال النبي ﷺ: "إنه ليغان على قلبي، وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة".
رواه مسلم.
*٧- اﻹكثار من الذكر، والتسبيح، والتحميد، والتهليل، والتكبير،* امتثالاً لقول الله تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ الله في أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ}، قال ابن عباس: أيام العشر.
وعن ابن عبَّاس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: "ما من أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ الله، ولا أَحَبُّ إلى الله العَمَلُ فيهِنَّ من أَيَّامِ العَشْرِ، فأَكثرُوا فيهِنَّ من التَّسْبِيح، والتحميد، والتهليل، وَالتَّكْبِير".
رواه الطبراني في الكبير بإسناد جيد كما قال المنذري في الترغيب (١٧٢٥)
- المحافظة على التسبيح والتكبير والتحميد والتهليل مئة مرة
في الصباح والمساء:
قال رسول الله ﷺ: "من قال: سُبْحَانَ اللهِ مئةَ مرَّة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها كان أفضلَ من مئة بدنة. ومن قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ مئةَ مرَّة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها كان أفضلَ من مئة فَرَس يُحْمل عليها.
ومن قال: اللهُ أَكْبَرُ مئةَ مرَّة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، كان أفضل من عتق مئة رقبة.
ومن قال: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ مئةَ مرَّة قبلَ طلوع الشمس وقبل غروبها، لم يجئ يوم القيامة أحدٌ بعملٍ أفضل من عمله إلا من قال قوله أو زاد».
أخرجه الترمذي في جامعه (3471) وقال: «حسن غريب». والنسائي في الكبرى (10588) واللفظ له.
وينبغي الإكثار من التكبير:
ويبدا التكبير المطلق من دخول من غروب شمس آخر يوم من شهر ذي القعدة، وينتهي آخر يوم من أيام التشريق، وذلك بغروب شمس اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة.
- وقد كان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبِّران ويكبِّر الناس بتكبيرهما". أخرجه البخاري تعليقاً بصيغة الجزم، وأخرجه موصولاً الفاكهي في أخبار مكة.
59 views01:32