فأما الأول ، فإنه لما كانت نفقته مقبولة مضاعفة، لصدورها عن الإيمان والإخلاص التام " ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ " أي: ينفقون ، وهم ثابتون على وجه السماحة والصدق
فمثل هذا العمل " كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ " وهو المكان المرتفع ، لأنه يتبين للرياح والشمس ، والماء فيها غزير.
فإن لم يصبها ذلك الوابل الغزير ، حصل طل كاف ، لطيب منبتها ، وحسن أرضها ، وحصول جميع الأسباب الموفرة لنموها وازدهارها وإثمارها.
ولهذا " فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ " أي متضاعفا. وهذه الجنة التي على هذا الوصف ، هي أعلى ما يطلبه الناس ، فهذا العمل الفاضل بأعلى المنازل.