Get Mystery Box with random crypto!

حين كتبت في مطلع البردة: “مالي أحن لمن لم ألقهم أبدا'... كنت أ | تميم البرغوثي

حين كتبت في مطلع البردة: “مالي أحن لمن لم ألقهم أبدا"... كنت أستمد المعنى من
اشتياقي لأبي... يعرف العالمون باللغة، أن "أبد" تلحق بالمضارع لا بالماضي، فهي متعلقة بقولي "أكن" لا بقولي "لم ألقهم"، فكأن البيت: ما لي أحن أبدا لمن لم ألقهم....
وأنا أحن لأبي أبدا منذ ولدت، وحتى بعد موتي سيحن اسمي لاسمه ومعناي لمعناه وشعري لشعره... لقيته، على الرغم من إسرائيل والسادات العبد، وكنت محظوظا بكل ثانية عشتها معه، ومع ذلك كأنني لم ألقه قط، لرغبتي في المزيد، أريد أن أقضي أبدية كاملة معه، وكل وقت إذا قورن بالأبد قليل.
هو أجمل الناس صحبة، وأعزهم حِمىَّ وحِباءً وحُبّاً، أنا أحبه، ولا أعرف الحب الا من حبي لرضوی ومريد، منبع العالم ومصبه، معنى الجمال الذي له نعيش وبسببه نعاني الموت وبمعونته ننتصر عليه، فنترك جزءا من روحنا، كلامنا، ليخلد إرغاما لأنف الموت، وجزءا من جسمنا، حين نعشق ونرزق بالولد، إرغاما لأنف الموت أيضا.
لذلك أرى القتال من أجل الجمال، سواء كان قتالا ضد إسرائيل وعبد الفتاح السيسي النذل وكل من يشبهه، أو ضد قریب جلف غليظ لزج الغباء، أو كان القتال بيتا من الشعر أو جملة من النغم، أو كان عشقة بين فتى وفتاة يغلبان الموت حين تغلبهما نشوة الجسمين والروحين، أرى هذا القتال كله، حنينة لمن نحب وثأرا من الموت والقبح، ومن أمثال السيسي والسادات والحشرات والأوبئة... قولوا الشعر واعشقوا وخذوا ثارات آبائكم،
أو موتوا دونها.... وأورثوا الثارات من بعدكم. سيأتي زمن يكون فيه الوجع الأعظم نصيب
العدو، ولا يكلمنا أحد يومئذ عن الرحمة...
#تميم_البرغوثي