#تعظيم_العلم #المعقد_الخامس قال الزَّبِيدِي فِي «ألفيَّة السَّند» : فما حوى الغايةَ في ألفِ سنةٍ شخصٌ فَخُذْ من كلِّ فنٍّ أحسنَه بحفظ متنٍ جامعٍ للرَّاجح تأخُذه على مفيدٍ ناصحٍ فطَرِيقُ العِلْمِ وَجَادَّتُهُ مَبْنيَّةٌ عَلَى أَمْرَيْنِ: فأَمَّا الأَمْرُ الأَوَّلُ: فَحِفْظُ مَتْنٍ جَامِعٍ لِلرَّاجِحِ، فَلَا بُدَّ مِنْ حِفْظٍ، (وَالمَحْفُوظُ المُعَوَّل عَلَيْهِ هُوَ المَتْنُ الجَامِعُ للرَّاجحِ)، والمرادُ بهِ: (المعتمدُ عندَ أهل الفنِّ). ومِمَّا يُخِلُّ بِحِفْظِ المَتْنِ المُعْتَمَدِ آفَتَانِ عَظِيمَتَانِ: إحْدَاهُمَا: حِفظُهُ مِنْ نُسَخٍ غَيْرِ مُتْقَنَة. الآفة الثانية: حِفظُهُ من نُسَخٍ دَخَلَها الإِصْلَاحُ، والمُرَادُ بِالإِصْلَاحِ: تَصَرُّفُ غَيْرِ المُصَنِّفِ فِي مَتْنٍ مَا. الأَمْرَ الثَّانِي: وهو أخذ ذَ ٰلِكَ المتن عَلَى مُفِيدٍ نَاصِحٍ؛ فيَفزَع إلى شيخٍ يتفهَّم عنه معانِي ذَ ٰلِكَ المتنِ يتَّصف بوصفين: أوَّلُهُمَا: الإِفَادَةُ، وَهِيَ الأَهْلِيَّةُ فِي العِلْمِ، فَيَكُونُ مِمَّنْ عُرِفَ بِطَلَبِ العِلْمِ وَتَلَقِّيهِ حَتَّى أَدْرَكَ، فَصَارَتْ لَهُ مَلَكَةٌ قَوِيَّةٌ فِيهِ. وأمَّا الوَصْفُ الثَّانِي: فَهُوَ النَّصِيحَةُ؛ بأن يكونَ المُعلِّمُ ناصحًا، (وَتَجْمَعُ مَعْنَيَيْنِ): أحَدُهُمَا: صَلَاحِيَّةُ الشَّيْخِ لِلاقْتِدَاءِ بِهِ، وَالاهْتِدَاءِ بِهَدْيِهِ وَدَلِّهِ وَسَمْتِهِ. والآخَرُ: مَعْرِفَتُهُ بِطَرَائِقِ التَّعْلِيمِ. والهَدْيُ: اسْمٌ لِلطَّرِيقَةِ الَّتِي يَكُونُ عَلَيْهَا العَبْدُ، وَهُوَ جَامِعٌ لِلدَّلِّ وَالسَّمْتِ، وَهُوَ جَامِعٌ لِلدَّلِّ وَالسَّمْتِ، فَعَطْفُهُمَا عَلَيْهِ مِنْ عَطْفِ الخَاصِّ عَلَى العَامِّ. والفرق بينهمَا: أنَّ الدَلَّ هُوَ: الهَدْيُ المُتَعَلِّقُ بِالصُّورَةِ الظَّاهِرَةِ، وَالسَّمْتُ هُوَ: الهَدْيُ المُتَعَلِّقُ بِالأَفْعَالِ اللَّازِمَةِ أَوِ المُتَعَدِّيَةِ الصَّادِرَةِ مِنَ العَبْدِ. وأمَّا معرفته طرائقَ التَّعليمِ: فالمرادُ بهَا مَعْرِفَتُهُ بِمَسَالِكِ إِيصَالِهِ لِلْمُتَعَلِّمِين. 2.9K views17:02