مع بداية العام الدراسي أيها الآباء والأمهات ... ويا أولياء ا | التربية الذكية
مع بداية العام الدراسي
أيها الآباء والأمهات ... ويا أولياء الأمور :
أذكركم ونحن في بداية العام الدراسي الجديد بحقوق المعلمين والمعلمات .... فأقول : اغرسوا في نفوس أبنائكم حبّ معلميهم واحترامهم وتقديرهم .
من المواقف العظيمة التي تبين لنا وفاء الطالب مع معلمه ، والأدب العالي مع من أحسن إليه ؛ يقول الإمام احمد بن حنبل - رحمه الله : (ما بت منذ ثلاثين سنة إلا وأنا استغفر للشافعي ، وادعوا له ) .
قال أبو حنيفة - رحمه الله - : (ما صليت صلاة منذ مات حماد – بن أبي سليمان ، شيخه – إلاَّ استغفرت له مع والديَّ ، وإني لاستغفر لمن تعلمت منه علماً أو علمته علماً) .
ترى أي مكانة للمدرس في واقعنا ؟ أليس اليوم من أولياء الأمور ومع الأسف الشديد من يتكلم بكلام فيه إنقاص من قدر المعلم أو المعلمة أمام مسامع الأبناء ، وأمام مسامع الطلاب !! بالله عليكم إذا كانت هذه أخلاق الآباء والأمهات وأولياء الأمور مع المعلمين والمعلمات .. ماذا يبقى للقدوة ؟! وماذا يبقى للتعليم ؟! وماذا يبقى لهيبة العلم والمعلم والتعليم ؟!
فالمعلم هو الأب الثاني للطالب ، وهو المصدر الأول من مصادر تلقي الطالب المعلومات ، والأخلاق ، والمعاملات ، وغيرها من الأمور الهامة في حياة الطالب ، بل إن المدرس هو المربي الذي يستطيع أن يوجه سلوك الطالب سلباً أو إيجاباً ؛ لأنه قدوة يقتدي به الطالب في السلوك ، والأخلاقيات ، والآداب ، والتعامل ...إلخ ولهذا فإن المعلمين والمعلمات أو بالأصح المربين والمربيات تقع عليهم مسؤولية عظيمة في بناء الأجيال ...
حين يتوفر في الأمة الأسرة الملتزمة ، المتمسكة بتعاليم ربها ، وتتوفر المدرسة الناجحة المنضبطة ، وفوق كل هذا يأتي القدوة وهو المعلم الناجح والمعلمة الناجحة ، والمربي والمربية الذين يستطيعون جذب التلاميذ والمتربين إليهم (إلى المنهج لا إلى الشخص) ، ويجعلوا طلابهم وطالباتهم محبين للمدرسة وللعلم .
وفي المقابل يجب على المعلمين والمعلمات القيام بدورهم في محاربة الأخطاء التي تظهر على الطلاب والطالبات سواء كانت أخلاقية ، أو عقدية، أو أي أخطاء كانت ، ويعالجوها العلاج الصحيح والسليم، ويسيروا بالطلاب والطالبات على المنهج الذي ربى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أصحابه ..
لما أساء بعض الآباء في قلة تقديرهم للمعلمين نتج لنا جيل يسب المعلم ويضربه ويتلف ممتلكاته !! أترجون أن نعلو على الأمم وهذه أخلاقنا مع من يعلمون أبناءنا ؟!
إن المعلم والطبيب كلاهما لا ينصحان إذا هما لم يكرما
فاقنع بدائك إن جفوت طبيبها واقنع بجهلك إن جفوت معلماً
فأكرموا المعلمين والمعلمات ، واغرسوا في قلوب الأبناء والبنات حبهم وتوقيرهم وإجلالهم والصبر على أذيتهم يكن لكم في ذلك خير كثير .
