2022-08-13 11:53:01
(( ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة ))
وصف الجنة
قال ابن القيم - رحمه الله - :
وكيفَ يُقَدِّرُ قَدْرَ دارٍ غَـرَسَها اللهُ بيدِه
وجعلَها مَقَـرًّا لأحبابِه ومَلَأها من رحمتِه وكرامتِه ورضوانِه ، ووَصَفَ نعيمَها بالفوز العظيم، ومُلْكَها بالمُلْـك الكبير ، وأودعَها جميع الخير بحذافيرِه ،وطَهَّـرَها مِن كلِّ عَيبٍ وآفةٍ ونقْص.
فإنْ سألتَ عن أرضِها وتُرْبتِها : فهي المِسْكُ والزعفران
وإنْ سألتَ عن سَقْفِها : فهو عَرْش الرحمن
●وإنْ سألتَ عن مِلاطِها : فهو المِسْكُ الإذفر
وإنْ سألتَ عن حَصْبائِها : فهو اللؤلؤ والجوهَر
●وإنْ سألتَ عن بِنائِها :فلَبِنةٌ من فضة
ولَبِنةٌ من ذهب
وإنْ سألتَ عن أشجارِها : فما فيها
شجرةٌ إلَّا وساقُها من ذهب وفضة
لا مِن الحطَب والخشَب
●وإنْ سألتَ عن ثَمَرِها :
فأمثالُ القِلال
ألْيَنُ مِن الزَّبِد ،وأحلى من العسل
وإنْ سألتَ عن ورَقِها : فأحْسَنُ ما يكون مِن رقائقِ الحُلل
وإنْ سألتَ عن أنهارِها :
فأنهارُها مِن لبَن لَم يَتَغَيَّر طَعْمُه
وأنهارٌ من خمْر لَذةٌ للشارِبِين وأنهارٌ من عسل مصَفى
●وإنْ سألتَ عن طعامِهم :ففاكهةٌ مما يَتخيَّرون ، ولحمِ طيرٍ مِمَّـا يشتهون
وإنْ سألتَ عن شرابِهم :
فالتسنيم
والزنجبيل
والكافور
●وإنْ سألتَ عن آنيتهم : فآنيةُ الذهب والفضة في صَفاءِ القوارير
وإنْ سألتَ عن سَعَة أبوابِها : فبَيْنَ المِصْراعَين مسيرة أربعين من الأعوام ولَيأتيَنَّ عليه يومٌ وهو كَظيظ من الزِّحام
●وإنْ سألتَ عن تصفيق الرياح لأشجارِها : فإنها تَسْتَفِزُّ بالطَّرَب لَِمن يَسمعها
وإنْ سألتَ عن ظِلـِّها :
ففيها شجرة واحدة يَسير الراكب المُجِدُّ السريع في ظِلـِّها مائة عام لا يَقطعُها
●وإنْ سألتَ عن سَعَتِها :
فأدنى أهلَها يسير في مُلكِه و سُرُرِه و قصورِه و بَساتينِه مسيرة ألفي عام
وإنْ سألتَ عن خيامها و قبابِها :
فالخيمة الواحدة مِن دُرَّة مُجوَّفة طُولُها ستون مِيلًا من تلك الخيام
●وإنْ سألتَ عن عَلاليَها و جواسِقِها :
فهي غُرَفٌ مِن فوقِها غُرَفٌ مَبنِيَّة
تجري من تحتِها الانهار
وإنْ سألتَ عن ارتفاعِها :
فانْظُر إلى الكوكب الطالع أو الغارب في الأفق الذي لا تكاد تناله الأبصار
●وإنْ سألتَ عن لِباس أهلِها : فهو الحرير والذهب
وإنْ سألتَ عن فُرُشِها :
فبَطائـنُها من إستبرَق مفروشة في أعلى الرُّتَب
●وإنْ سألتَ عن أرائكِها :
فهي الاسِرَّة عليها البَشخانات و هي الحجال مُزَرَّرة بأزرار الذهب فما لها من فروج و لا خِلال
وإنْ سألتَ عن وُجوه أهلِها و حُسْنِهم :
فعَلى صورة القمر
●وإنْ سألتَ عن أسنانِهم :
فأبناءُ ثلاثة وثلاثين على صورة آدم - عليه السلام - أبي البَشَر
وإنْ سألتَ عن سَماعِهم :
فغِناءُ أزواجِهم من الحُور العِـين
وأعلى منه سَماعُ أصوات الملائكة والنبيين
وأعلى منهما سَماعُ خِطابِ ربِّ العالمين
●وإنْ سألتَ عن حُلِـيِّهم وشارتِهم :
فأساوِر الذهب واللؤلؤ على الرؤوس ملابس التِّيجان
وإنْ سألتَ عن غلمانِهم :
فوِلْدانٌ مُخلَّدون .. كأنهم لؤلؤٌ مكنون
●وإنْ سألتَ عن عرائِسِهم و أزواجِهم :
فهُنَّ الكَواعـب الاتراب اللاتي جَرى في أعضائِهن ماءُ الشباب .
المصدر:
[ حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح - ص ١٩٢ - ١٩٣ - ١٩٤ ، طبعة دار الكتب العلمية ]
جعلني الله وإياكم من أهلِها .
376 views08:53