Get Mystery Box with random crypto!

أغاني العيد في اليمن.. أعمال خالدة وحنين للذكريات وإحياء للقيم | اليمن_تاريخ_وثقافة

أغاني العيد في اليمن.. أعمال خالدة وحنين للذكريات وإحياء للقيم الاجتماعية.. إليك أشهرها

تعد أغاني العيد لونا من ألوان الغناء العربي، التي تبث عند قدوم الأعياد، خاصة عيد الفطر المبارك، ولدى أغلب الدول العربية أغاني عيدية خاصة بها، فعلى سبيل المثال في مصر هناك أغنية "أهلا بالعيد"، وفي السعودية أغنية "كل عام وأنتم بخير" التي غناها الفنان الراحل طلال مداح، وأغنية راشد الماجد "حياك يا العيد"، وغيرها من الأغاني التي تنتعش فيها الذاكرة مع إطلالة كل عيد، في أكثر من بلد عربي.

 

وهناك أغنية أم كلثوم "يا ليلة العيد"، و"عصرية العيد" لعوض الدوخي، وأغنية "غنيت مكة أهلها الصيدا" للفنانة فيروز، وفي البحرين أغنية "أقبل العيد"، التي غناها الفنان البحريني الراحل سلمان زيمان، وكذلك أغنية الشاعر اللبناني إيليا أبو ماضي (1989- 1957)، بعنوان "أقبل العيد"، وهي قصيدة تجمع بين التهكم والتشاؤم، ثم تنتهي بنصيحة الشاعر:

 

أَقبَلَ العيدُ، وَلَكِن لَيسَ في الناسِ المَسَرَه

لا أَرى إِلّا وُجوهاً كالِحاتٍ مُكفَهِرَّه                                                                      

كَالرَكايا لَم تَدَع فيها يَدُ الماتِحِ قَطرَه

أَو كَمِثلِ الرَوضِ لَم تَترُك بِهِ النَكباءُ زَهرَه

وَعُيوناً دَنَقَت فيها الأَماني المُستَحَرَّه

فَهيَ حَيرى ذاهِلاتٌ في الَّذي تَهوى وَتَكرَه

وَخُدوداً باهِتاتٍ قَد كَساها الهَمُّ صُفرَه

وَشِفاهاً تَحذُرُ الضِحكَ كَأَنَّ الضِحكَ جَمرَه

لَيسَ لِلقَومِ حَديثٌ غَيرُ شَكوى مُستَمِرَّه

فَتَهَلَّل وَتَرَنَّم فَالفَتى العبِسُ صَخرَه

سَكَنَ الدَهرُ وَحانَت غَفلَةٌ مِنهُ وَغِرَّه

إِنَّهُ العيدُ وَإِنَّ العيدَ مِثلُ العُرسِ مَرَّه

 

وفي التراث العربي العديد من القصائد التي كتبها الشعراء العرب على مر العصور، وتطرقت للعيد ولحظاته، سواء بالفرح أو الحزن، ولعل من أبرز تلك القصائد قصيدة "عيد بأي حال عدت يا عيد" للمتنبي.

 

أغاني العيد في اليمن


في اليمن ارتبط عيد الفطر المبارك بالعديد من الأغاني المواكبة للعيد ولحظاته وأيامه، وهي باقة من الأغاني التي ظلت خالدة في الذاكرة الجمعية، وتربعت على قائمة الأغاني اليمنية الموسمية، وأدى بثها المستمر على وسائل الإعلام الرسمية المسموعة والمتلفزة لترسيخها أكثر في حياة اليمنيين، وباتت جزء من موروثهم الثقافي الراسخ.

 

وقدم الفن اليمني باقة من الأغاني الخاصة بالعيد، بعضها ظل متربعا على عرش الشهرة، وبعضها لم ينال الحظ الوافر من الانتشار الجماهيري، لكنها وجدت طريقها للجمهور بفعل وسائل التواصل الاجتماعي، ما حافظ على بقائها، وحال دون اندثارها.

 

آنستنا يا عيد

من أبرز واشهر الأغاني العيدية في اليمن أغنية "آنستنا يا عيد" التي كتب كلماتها الشاعر الراحل عباس محمد المطاع (1928 - 1993)، ولحنها الفنان الراحل علي بن علي الآنسي (1933 - 1981)، ولتلك الأغنية قصة شهيرة، إذ يقول الشاعر الدكتور إبراهيم أبو طالب إن كلمات الأغنية كانت وليدة اللحظة، وجرى تأليفها في ليلة عيدية، كان يجتمع فيها كل من الفنان علي بن علي الآنسي، والشاعر عباس المطاع، وأحد المسئولين في إذاعة صنعاء، قبل ثلاثة عقود من الزمن، وحينها كان النقاش يدور حول أغنية عيدية لجمهور اليمنيين كما هو حاصل في معظم الأقطار العربية، وفي تلك الليلة توفرت كل العناصر لعمل أغنية عيدية، فكتب المطاع كلماتها، ولحنها الآنسي، وبثتها إذاعة صنعاء، وظلت منذ ذلك الوقت تبث في كل أيام عيد الفطر المبارك.

 

يصل عمر الاغنية اليوم الى ما يصل 40 عاما، واشتهرت بصوت الآنسي، وحاول بعض الفنانين الجدد تقديمها من جديد، كفؤاد الكبسي، والفنان عمر ياسين، وفرق عامة، لكن ظل طابع الاغنية ومذاقها مرتبطا بالأداء الأول الذي غناه المرحوم الانسي.


ما ميز الاغنية انها جاءت نابعة من صميم السلوك اليومي لليمنيين، وتجسد حياتهم اليومية، والعادات والتقاليد التي يتصفون بها، لكنها تثير الكثير من الحوافز لدى الناس في العيد أكثر.

 

تحث الاغنية على الاحتفاء بالعيد، ونسيان الهموم والأوهام، والتسامح والمرح، والانفتاح والتواصل مع الناس خلال العيد، والتحلي بالسجايا الإيجابية، ونسيان الأحقاد، والحرص على الظهور بالفرح والبشاشة.

 

عيدك مبارك

 

هذه الأغنية من أغاني العيد الشهيرة في اليمن، وهي للفنان محمد الحرازي، وتعد من الأغاني القديمة والنادرة، ولا تتوفر معلومات كافية عن هذا الفنان، وأنتجت الأغنية من قبل قطاع التلفزيون اليمني الرسمي قبل عقود.

 

تتميز الأغنية بلحن فريد، يجمع بين السرور والحزن في وقت واحد، وتركز في خطابها على الفرد، وتعرج إلى الشعب ككل، وتبعث على الشجون، وأجواء العيد ومظاهره، وكذلك السلوك اليومي للناس في أيام العيد، وبالتالي تقدم صورة ومشهد حي للحظات العيد، من خلال الكلمات التي تضمنتها الأغنية، التي تصنف ضمن القصائد القصيرة بالكلمات، والمليئة بالتعابير، وكُتبت بلهجة محلية