الشبهة مزلة الأقدام الأمور ثلاثة حق بين وباطل بين وما بينهم | دُروس في تفسير و علوم القرآن الكريم
الشبهة مزلة الأقدام
الأمور ثلاثة حق بين وباطل بين وما بينهما، وهو المسمى شبهة، فالأول واجب الإتباع، والثاني واجب الإجتناب والثالث يقتضي التوقف، كما عن سيد الخلق(صلى الله عليه وآله):" الامور ثلاثة: أمر تبين لك رشده فاتبعه، وأمر تبين لك غيه فاجتنبه، وأمر اختلف فيه فرده إلى الله عزوجل" . وعن ولده الإمام الصادق (عليه السلام): "إنما الامور ثلاثة: أمر بين رشده فيتبع، وأمر بين غيه فيجتنب، وأمر مشكل يرد علمه إلى الله وإلى رسوله، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): حلال بين، وحرام بين، وشبهات بين ذلك، فمن ترك الشبهات نجا من المحرمات، ومن أخذ بالشبهات ارتكب المحرمات وهلك من حيث لا يعلم" . وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): الامور ثلاثة:" أمر بان لك رشده فاتبعه، وأمر بان لك غيه فاجتنبه، وأمر أشكل عليك فرددته إلى عالمه "
#والشبهة تحتاج الإيمان واليقين حتى يميز فيها المؤمن بين الحق الذي تشبهه به والباطل الذي تتلبس به كما عن سيد الوصيين (عليه السلام): إنما سميت الشبهة شبهة لأنها تشبه الحق، فأما أولياء الله فضياؤهم فيها اليقين ودليلهم سمت الهدى، وأما أعداء الله فدعاؤهم فيها الضلال ودليلهم العمى ".
#ومن هنا كان التحذير منها كما عنه (عليه السلام):" احذروا الشبهة، فإنها وضعت للفتنة ". وكذلك عنه (عليه السلام) - من كتاب له إلى معاوية -: "فاحذر الشبهة واشتمالها على لبستها، فإن الفتنة طالما أغدفت جلابيبها، وأغشت الأبصار ظلمتها" .
#ومن أقتحم الشبهات بغض عند الله تعالى كما عنه (عليه السلام): إن أبغض الخلائق إلى الله رجلان: رجل وكله الله إلى نفسه... ورجل قمش جهلا، موضع في جهال الامة... فهو من لبس الشبهات في مثل نسج العنكبوت، لا يدري أصاب أم أخطأ ".
#وخير الأمور وجوب الوقوف عند الشبهة كما عن الإمام الباقر (عليه السلام): "الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة، وتركك حديثا لم تروه خير من روايتك حديثا لم تحصه". وعن أمير المؤمنين (عليه السلام):" أمسك عن طريق إذا خفت ضلاله، فإن الكف عن حيرة الضلالة خير من ركوب الأهوال".
#ومع الوقوف عندها ورع وحزم وتقوى:
#ورع كما عن أمير المؤمنين(عليه السلام): " لا ورع كالوقوف عند الشبهة ". - الإمام الصادق (عليه السلام):" أورع الناس من وقف عند الشبهة '.
#وحزم كما عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام):" أصل الحزم الوقوف عند الشبهة ".
#وتقوى كما الإمام علي (عليه السلام):" إن من صرحت له العبر.عما بين يديه من المثلات، حجزته التقوى عن تقحم الشبهات ".
#وخير الأعمال الصمت عند الشبهات كما عنه (عليه السلام) - من وصاياه لابنه الحسن (عليه السلام) -: اوصيك يا حسن - وكفى بك وصيا - بما أوصاني به رسول الله... الصمت عند الشبهة" . وعن الإمام الباقر (عليه السلام) - لما سأله زرارة عن حق الله على العباد ؟ -:" أن يقولوا ما يعلمون، ويقفوا عند ما لا يعلمون ".
#والسكوت عند الشبهة مسلك العلماء المقتصدون كما عن الإمام الجواد (عليه السلام):" أقصد العلماء للمحجة الممسك عند الشبهة ".
#والمؤمن يحتاج الدعاء بعدم البلاء و بلسان الإمام زين العابدين (عليه السلام) - كما يقول في الدعاء -: ووفقني إذا اشتكلت علي الامور لأهداها، وإذا تشابهت الأعمال لأزكاها، وإذا تناقضت الملل لأرضاها". وعنه (عليه السلام) - أيضا -: "وارزقني صحة في عبادة، وفراغا في زهادة، وعلما في استعمال، وورعا في إجمال ".
