2021-09-18 13:08:08
مجرد أغنية أم فانتازيا وإيدولوجيا؟
مر على اليوم كلمات أغنية لفرقة كورية شهيرة، ولم يسبق لي أن أطالع مثل هذه الأمور لاعتقادي أن كونها منكرا أشهر من أن يحتاج لتدليل، لكني تأملتها على كل حال، وشعرت في ضوء ذلك أن فهمي زاد لبعض ما أسمعه من تعلق شديد بهذه الفرقة عند المراهقين، خاصة عندما شاهدت المقطع المصاحب مع كتم الصوت، وأستطيع التعليق بما يلي:
الكلمات مع حركات التصوير تدخل المستمع في فانتازيا وتوحي له بأن هناك مشترك عاطفي بل ووجودي كبير بين المغنين وجماهيرهم، إنها أشبه بمقطع إيدولوجي عقائدي تستعمله جماعة تريد أن تدخل أتباعها في حالة سيطرة وتوافق تام لترويج إيديولوجيتها!
قد يظن القارئ أني أبالغ، وأظن أنه لن يدرك أني لست مبالغا حتى لو شاهد الأغنية، مالم يكن تحليله للكلمات مبنيا على فهم صراع الرؤى الوجودية الدائر اليوم، ولذلك لا ألوم من سيتهمني بالمبالغة وهو لا يدرك هذه الخلفية! وهذه بعض الإشارات:
-المغنون يظهرون بمظهر من يعيش ألما وجوديا يتعلق بالحياة والموت والمصير، مع استخدام كلمات تتضمن كل هذه المعاني
- ينتشي المغنون بحركات صاخبة وطريقة تصوير تثير الحماس، وتبدأ الكلمات ترسم صورة حالمة بالقوة والخلود! نعم الخلود، وباستخدام مفردات حماسية بلهاء مثل مقاومة الرصاص!
- كل هذا الانتشاء مع الربط الوثيق بالجمهور الذي به يكون هؤلاء المغنون ضد الرصاص وللأبد بل وسيدخلون الجنة كما تقول الكلمات!!! وتوحي الصور التي تتضمن صورة للسماء مع شعاع للأعلى!
أظن أنه لا يشك عاقل يفهم أن هذا النمط من الفانتازيا سينقل الشاب من حالة الاستمتاع المجرد بالأنغام إلى حالة التماهي والانسجام والمعايشة والاعتناق لهذه الرؤية، والتي هي رؤية للوجود والمصير تستغني عن الخالق والإله، فلا ربوبية فيها ولا ألوهية لله، مع رفع لهؤلاء المغنين لمرتبة الرموز الروحية والارتباط العميق معهم!
والواقع أن هذا العمق الذي اتجهت له هذه الأنماط الفنية سيجلب الولاء والعشق المفرط، ولذلك نسمع بمسمى جيوش وصرخات مجنونة وتصرفات بلهاء لا يمكن فهمها إلا بفهم أن هؤلاء قد تم استغفال عقولهم واستعباد مشاعرهم واستغلال طفولتهم.. وكل ذلك يقود في النهاية لمزيد من الشهرة والطلب على المنتجات ليغذي كرة الثلج الرأسمالية التي تبتلع المزيد من الأموال من جيوب الحمقى
ولا يمر هذا المد إلا على سطح عقول وقلوب لم ترتو بمحبة الله تعالى وتعظيمه، وهو المستحق وحده للعبادة سبحانه لكماله وإنعامه علينا بالوجود وقيوميته التي بها نعيش، ومحال ان يبقى في قلب تشرب هذه المعاني لهؤلاء المخنثين مجال!
لكن أين التربية الإيمانية؟ أين التزكية التي ترقى بالروح لترى مكانها حول العرش لا في وحل الحش؟ هنا السؤال الذي يتجه بكل حرقة لكل مسؤول، وكلكم راع وكلكم مسؤول.. والله المستعان
#رسائل_الوعي
#رسائل_الغربة
#رسائل_العبودية
#رسائل_الحب
#رسائل_الصبر
#رسائل_البلاء
#رسائل_التربية
#دحض_الأباطيل
https://t.me/ttangawi/1266
1.9K viewsedited 10:08