Get Mystery Box with random crypto!

أوراقٌ عقائديةٌ (59) العدلُ الإلهي س: هل العدلُ ثابتٌ للهِ (تع | مدونة الكفيل

أوراقٌ عقائديةٌ (59)
العدلُ الإلهي
س: هل العدلُ ثابتٌ للهِ (تعالى)؟
ج: إنّ العدلَ ثابتٌ للهِ (تعالى) جزمًا؛ وذلك لأنّ في قبالِ العدلِ الظلمَ، ويستحيلُ أنْ يكونَ الباري (سبحانه) ظالمًا؛ وذلك لأنّ أسبابَ الظلمِ أمّا الحاجة, أو الاضطرار, أو طلب الرئاسة, أو الجهل, أو التسلُّط من قبلِ سُلطةٍ عُليا تأمرُ بتنفيذِ بعضِ القوانينِ الظالمةِ وغيرِ ذلك, وقطعًا أنّ جميعَ هذه الأمور يستحيلُ أنْ توجدَ فيه (تعالى).
بل إثباتُ العدلِ للهِ (سبحانه وتعالى) لا يحتاجُ إلى برهان, والفطرةُ قاضيةٌ أنّ من لديه القُدرةُ على إيجادِ الكونِ وهو مُتصِفٌ بجميعِ أنواعِ الكمالاتِ يستحيلُ أنْ يصدرَ منه الظلم, ومع ذلك فإنّ من تلوثتْ فطرتُه وقصُرَ فهمُه نسبَ إلى اللهِ (تعالى) ما لا يليقُ به مُستدلًا بأدلةٍ واهيةٍ, وقد وردَ (إنّما يحتاجُ إلى الظلمِ الضعيفُ، واللهُ أقهرُ من ذلك)1
وأمّا القاهرُ فوقَ عباده, والقادرُ على كُلِّ شيءٍ، ولا يعجزه أيَّ شيء, وكُلُّ شيءٍ مُحتاجٌ إليه, فيستحيلُ أنْ يصدرَ منه ظلمٌ, نعم، ربما يوجدُ نقصٌ في الفهم, وعدمُ التأمُّلِ في آياتِ الله, والبعدُ عن نهجِ أهلِ البيتِ (عليهم السلام), قد يقودُ الإنسانُ أنْ يُنسِبَ الظلمَ إلى الله, فمثلًا لا يستطيعُ أنْ يُفسِّرَ بعضَ الظواهرِ الكونيةِ والحوادثِ من الزلازلِ والكوارثِ والفيضاناتِ وغيرِ ذلك, أو ربما يتصوّرُ أنّ بعضَ المخلوقاتِ إنّما وجِدتْ عبثًا فلا يجدُ تفسيرًا إلا أنْ يقولَ: إنّ الظلمَ مُمكنٌ أنْ يصدرَ من اللهِ (تعالى), وهذا هو عينُ الظلمِ أنْ ننسبَ إلى اللهِ الظلم, فهو (سبحانه) مُنتهى العدلِ والحِكمةِ، ولا يصدرُ منه شرٌّ إطلاقًا, بل لا يصدرُ منه إلا الخير, وهذا ما يحتاجُ إلى مزيدِ بيان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- بحار الأنوار, للمجلسي, ج5, ص53

https://alkafeelblog.edu.turathalanbiaa.com/post/18853

قناة التليغرام:
https://t.me/turathalanbiaa_alkafeelblog

صفحة الفيس بوك:
facebook.com/alkafeelblog

حساب الانستغرام:
https://www.instagram.com/alkafeelblog/