2022-02-27 23:43:53
في ذكرى ليلة الإسراء والمعراج :
إذا كنت تشعر أن العام الذي مضى كان شديداً عليك
مليئاً بالإبتلاءات والكوارث والأزمات والأمراض
فتذكر عام الحزن الذي عاشه النبي صلّى الله عليه وسلم
-عام واحد تجمّع فيه الفقد والحزن والهمّ والعجز مرة واحدة على قلب سيد الخلق وحبيب الحق .
-عام فقد فيه زوجته خديجة التي واسته بنفسها ومالها ووقفت معه ساعة الشِدّة .
-عامٌ فقد فيه عمه أبو طالب الذي كان يحوطه ويدافع عنه ويغضب له .
-عام فقد فيه السند الداخلي والخارجي .
-عام بكى فيه وشكى لله ضعف قوته وقلّة حيلته .
-عام سار فيه وحيداً من مكة للطائف لعلّ رجلاً واحداً يؤمن به .
-عام لم ينظر فيه سوى لله .
-عام لم ينتظر فيه الفرج إلا من الله .
ثم بعد كل هذا الصبر جاءته البشرى برحلةٍ إلى السماء
رحلة الإسراء والمعراج
أيها الأخوة الأكارم :
لقد كان الإسراء والمعراج ، مسحاً لجراح الماضي ، وتثبيتاً لقلب النبي صلى الله عليه وسلم ، وتطميناً على مستقبل الدعوة ، وتعويضاً عن جفوة الأرض بحفاوة السماء ، وعن قسوة عالم الناس بتكريم الملأ الأعلى .
لقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في الإسراء والمعراج أن الله معه بالرعاية والعناية ، وأنه كرَّمه تكريماً فريداً من نوعه ، وعرَّفه بأنه سيد ولد آدم ، وسيد الأنبياء والمرسلين .
لقد رأى ملكوت الأرض والسماوات وما تؤول إليه الخلائق بعد الممات ، لقد رأى من آيات ربِّه الكبرى ..
لهذا تُعدّ معجزة الإسراء والمعراج من أضخم أحداث الدعوة الإسلامية ، حيث سبقتها البعثة ، وجاءت من بعدها الهجرة والفتح .
فلذلك علينا أن نتعلم مما يجري الآن ، أن للمحن والمصائب حكماً جليلة، منها :
أنها تسوق أصحابها إلى باب الله تعالى
وتلبسهم رداء العبودية
وتُلجئهم إلى طلب العون من الله
تعلمنا أنه مادام الله هو الآمر فلا شك أنه هو الضامن والحافظ والناصر
تعلمنا أن اليسر مع العسر
وأن النصر مع الصبر
وأن الفرج مع الكرب
تعلمنا أن نؤمن بأن هناك جزاء ، بعد الصبر على البلاء .
#درر_الشيخ_الدكتور_محمد_راتب_النابلسي
213 viewsبلال عبد المنعم (:, 20:43