- مشاريعي مُعلّقة أحلامي في السّقف دَقَقْتُها بمسامير ونظراتي | إنكسَار المُتعب.

- مشاريعي مُعلّقة
أحلامي في السّقف دَقَقْتُها بمسامير
ونظراتي طالعة من عينيْن غريبتيْن إلى أقصى السّخرية والجمال
جئتُ من بلد معقوف
معقود على التّجارة والخيانات
معزول كصوت في غرفة ذات جدران سميكة
مفتوح من الجهتيْن كـ قذيفتين بحجر
أفتحُ الماضي فلا تخرج منه إلا روائح منتنة
الحاضر أيضاً
والمستقبل بإذن الله
كالسّكران أترنّح تحت سماء رصاصيّة سقفُها تنك مخروط
أنقّبُ في الغيم عن نقطة ماء لا تمطر
أبحث عن حُبّ لا يبحث عنّي
يركض أمامي كسارق سرقني للتوّ
والأرض التي تربّيتُ فوق ترابها صارت حجراً في بطني
لي إسمان: المُناكَفة واللامبالاة
المُناكَفة اشرطُ بها الهواءَ حولي وكلَّ مَن ليس معي وهو ضدّي
واللامبالاة لمجّانية استرخائي بميوعة زائدة أمام القضايا البشريّة الصّلدة التي منذ البدء وفي البدء
ولي أيضاً عينان: واحدة بنفسجيّة مُنبسِطة كسهل وأخرى سوداء حادقة تُحورِب كفرس
الأولى لالتقاط آخر صرعات الغيوم في السّماء
والثانية على امتداد الطريق المفتوحة كشدق القدر
وحين أتعب أصلّي بفمٍ حافٍ ويدٍ في الرّيح
قلبي نافذة يدخل منها النّهار ولا يستقرّ على حافّتها ليل
ذات مرّة
وقعتُ من حالي على سطح الرّغبة
كان أحمر وكنتُ أبيض
فإذا رآني أحد حزيناً ذلك أنّ سعادتي تهبط الوادي ولا تحبّ رأس الجبل
أصدقائي الصّدى والظلّ وأصابع مريم العذراء في الجمعة الحزينة
وكآبتي مظلّتي تحميني
يا دمعة تحفر طويلاً على الخدّ أليس لديكِ شغلٌ آخر؟
أورثني أبي كتاب المقهى ودفتر الرّصيف
وأمّي شكّتني في تربة حضنها كشتلة تبغ
فنبتتْ ثماري فوق غصن قلبي
أنا من سلالة الشّجر النّحيل
لفّتني العاصفةُ بخصلتيْن من شَعرها وشَدّتْ
فانقصف ظهري وتناثرتْ إوراقي كضحكة في الهواء
أنا من صنف النباتات الخجولة التي تنمو على طرف الحقل وتحرسه بخجلها
أنا من جبلٍ عالٍ عنيد لكنّي أحلم بمدينة ساحليّة شبّاكُها البحرُ: هكذا أدخّن وأطفئ سيجارتي في الماء.
- منقول*.