Get Mystery Box with random crypto!

- ذاكرةُ الصّيف وجيبُ خسائري أنّور الصّالح، الطفلُ الذي تركته | إنكسَار المُتعب.

- ذاكرةُ الصّيف
وجيبُ خسائري
أنّور الصّالح،
الطفلُ الذي تركتهُ أمام الرّكام
يبحثُ عن رجلٍ يبدو لصمتهِ
أنّهُ في العشرين
يخرجُ من منزلهِ وجبةً حارّةً للأيّام
يسحقهُ لونُ الرّصيفِ
والمِقعدُ الفارغ عليه
ويتعبُ من تسلسلِ السّير
ومن حقيقةِ الوجود.


ولا أسألُ صنعاءَ
ولا يسألُ دمشق
ولا كليهما!
عن الطائرِ الذي حملَ معه الخبر
ولم يعُد
ولا يرضىٰ عنَّا صاحبُ السّموِّ
ولا الرّب
ولا المنحدرات علىٰ طريقِ السّفر
ولا الإنارات
ولا الحجر ..

لأنّ القانونَ مفصلٌ ومِبضع
ولأننا اعتزمنا العناقَ بالشريعةِ
اختلينا في المدىٰ
-وهذا مُباح في الدّولتين-
ولأنّ كل العائدينَ إليّ لن يصلوا
وكلّ عائدٍ إلىٰ منفاه
منسيّ،
كلّما سَئِمت الضفّةُ
انعكاسَ الترقّب
مدَّ كلٌ يده،
وأخذتِ الريح مجراها
وطالَ الأسف ..

لو أنّني أُنجبتُكَ حرًا
أيّها الصغيرُ المعذّب الهويّة
ورَسمتُ وجهكَ لآخرِ مرّةٍ
علىٰ مِخدّةِ الليل
ليصيرَ التّناوبُ
أطول
وخيوطُ الصُبحِ عن شراشفنا،
أبعد
لكتبتُ من فمِك الشعر
عصرًا بعصر
وقولاً بقول،
ورصّعتُك بينَ كواكبِ صدريَ
شمسًا
وأنبتُّ التصدّعَ في جنبينا
جيلاً تحتَ الشهادة
لكنّ المجازَ أسهل
والشعرُ في أوّلهِ أقوى
فلا أنتَ تولدُ مرّة أخرىٰ
ولا أنا أُنجب ..

أيّها اللهيبُ الشارد
الذي لا ينتقي الخطوَ في نارهِ
ولا يعلمُ ساعةَ الانطفاء
شكّل هذا المساءَ ثانيةً
وارجع إلىٰ ما قبل الوراء،
لتصيرَ الطّفل ذاته
تنتظرهُ امرأةٌ لتُنجبه
تهديه من باطِن عمرها عنفوانه
تتوارىٰ عن الثباتِ على الموقف
وجهُك لا يُغادرُ سقفها
وجهك لا يُغادر صحوها
وتبقى في فمِها
قصيدةَ الأبد
ترتلُها بدهشةٍ من المطلع
حتىٰ آخر الرّبيع *.

- منقول.