السؤال الأول : هل يجوز استقبال القبلة أو استدبارها في حال التخلي؟ الجواب : المشهور بين فقهائنا المتقدمين هو حرمة استقبال القبلة واستدبارها حال التخلي، وذهب إلى ذلك بعض المتأخرين كالسيد الخوئي (قد) . والدليل المعتمد عليه هو التسالم بين فقهائنا المتقدمين الذي يكون كاشفاً عن وصول الحكم إليهم يداً بيد عن المعصوم (ع)، وهو ما يُعرف [بالإجماع التعبدي] وهو حجة . ولكن توجد روايات يُحتمل استناد المتقدمين من الفقهاء إليها كرواية محمد بن يحي(سئل أبو الحسن ماحد الغائط؟ قال (ع) : لاتستقبل القبلة ولاتستدبرها، ولاتستقبل الريح ولاتستدبرها) الوسائل باب٢ من ابواب الخلوة ح٢ . فإذا احتملنا استنادهم في الفتوى بالحرمة إلى رواية لايكون الإجماع حجة لأنه لايكشف عن وصول الحكم إليهم يداً بيد عن المعصوم (ع)، بل نحتمل أنهم استندوا في الحكم إلى الرواية، وهذا مايُعرف [ بالإجماع المدركي] وهو ليس بحجة . بل الفقيه ينظر في الرواية التي يُحتمل استنادهم إليها ليرى هل هي تامة من حيث السند والدلالة ويُعتمد عليها في استفادة الحكم أولا . ومن هنا ذهب بعض فقهائنا المتأخرين كالسيد السيستاني (حفظه الله) إلى الإحتياط الوجوبي بحرمة استقبال القبلة واستدبارها، حذراً من مخالفة المشهور، ولم يُفت بالحرمة، لأن الروايات الموجودة في المسألة قابلة للمناقشة من حيث السند أو من حيث الدلالة . والحمد لله رب العالمين. _ ️ المسائل الفقهية وفقاً لرأي المرجع الأعلى السيد السيستاني حفظه الله .
