تربية تسلطية بلا شعور محمد سعد الأزهري التربية التسلطية | مجتمع ينابيع التربوي 💧
تربية تسلطية بلا شعور
محمد سعد الأزهري
التربية التسلطية لا يستشعر الأبوين فيها أنهما متسلّطان! فالتركيز مع الأبناء على التدخل في نوع الأكل والشرب والملابس واختيار الأصحاب والمنع من بعضهم بدون بيان الأسباب وغير ذلك من أنواع التدخلات، يكون هذا عندهم من باب الحرص على مصلحة الأبناء، وليس من باب التسلّط عليهم!
وبالتالي يصبح الأبناء أصحاب شخصيات مترددة عند اتخاذ القرارات، لأنها لم تتعود على اتخاذ قرار كامل بمفردها، بل وأحياناً لا تتخذ أي قرارات! لأن الوالدين قررا اتخاذ قرار من طرف واحد حفاظاً على مصلحة الولد أو البنت!
وأسلوب التسلّط هذا يتم عن طريق وضع طريقة معينة للتربية تمتلئ بإلقاء الأوامر والنقد اللاذع عند مخالفتها والضغط شبه المستمر على الأبناء للبقاء على هذا الخط المرسوم من الأبوين أو أحدهما!
ولعل تربية الأبوين السابقة كانت على نفس هذا المنوال، فأرادا التقليد، أو تمكن عقلهما الباطن من السيطرة عليهما وتوجيههما إلى هذا النوع من التربية. ولا يُشترط في التربية التسلطية هذه أن يكون فرض الأمر بالقوة أو الضغط، بل ممكن يكون باللين، وذلك عن طريق ممارسة الإقناع الظاهر "أي الإجبار بطريقة توددية".
والنتائج المخيبة للآمال لهذا النوع من التسلط تؤدي بالأولاد إلى العيش وسط متاهات الحياة، وعلى رأس هذه النتائج ميل الأبناء إلى العدوانية أو الاكتئاب، وكذلك عدم وجود المهارات الاجتماعية المناسبة التي تجعلهم مندمجين في المجتمع، لأن الاكتئاب يؤدي بهم إلي الهروبية والعدونية تؤدي إلى لفظهم من المجتمع!
وكذلك من النتائج الصعبة الميل إلى الأُحادية في الرأي وفقد الثقة في النفس وقمع العواطف والمشاعر، لذا فإن الآباء والأمهات الذين يمارسون هذا النوع من التربية يدفعون أبناءهم إلى فقدان حياتهم الأسرية المستقبلية، وزيادة الطلاق في المجتمع، وكذلك الفشل في إدارة الحياة والأعمال والعلاقات، فالقيام بكل الأدوار، وإلغاء الأبناء عند الاختيارات، وتهميش دور المراهق، وتقزيم إمكانيات الأولاد، وإفقادهم للثقة في اختياراتهم، كل ذلك يجعل الحياة صعبة وكئيبة! فلماذا تقتلون أولادكم وهم أحياء؟!
