2022-06-11 22:09:13
الشيخ وجدي الحميدي
لمحة سريعة حول حدث القرية البدوية:في ظل اختلاط المفاهيم، وكثرة الجاهلين، "ومَنْهَجةِ التَّصيَّدِ" لغزة المرابطين، ومع وجود الإعلام المفتوح الذي سمح للسفيه قبل النبيه بالحديث في قضايا عويصات، كان لابد من كلمة تذكّر الجميع بالمسلمات الواضحات!
أولا: إن النعرات الطائفية الجاهلية القبلية مُحرقةٌ للدنيا حالقةٌ للدين _ سواء صدرت من مواطن أو مهاجر، بدوي أو مدني _ ومن يحاول إذكاء نارها مستغلا أي حدث لإلهاب عواطف الجهلاء، لا أشك أنه يريد شرا بدين الناس قبل دنياهم، ليعودوا كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض، وهو من بعد ذلك يمثل الاحتلال بنفسيته المعلولة.
ثانيا: إن حقوق الناس وكرامتهم لا تقبل الجدل ولا النقاش، والمتعدي عليها سواء كان حاكما أو محكوما يبقى في دائرة الاشتباه في دينه ووطنيته حتى يعود عن خطئه.
ثالثا: الهدف الذي يجمعنا هو منافرة، ومدافعة، ومقاتلة الاحتلال المتسبب الأول والرئيس في كل أزماتنا، ونهب مقدراتنا، وتعزيز الفرقة بيننا من خلال أدواته الظاهرة والباطنة.
رابعا: إن الخطأ من الحاكم والمحكوم وارد وأمر طبيعي، وغير الطبيعي استمراء الخطأ، أو تبريره، أو تمريره دون علاج، أو جعله مادة إعلامية لإحداث شرخ في المجتمع.
خامسا: غزة حكومة وشعبا يمثلون خط التصدي الأول لعنجهية الاحتلال، وتغوله على أرضنا ومقدساتنا، والخطأ الطارئ منهما لا يمثل أصالتهما.
وبعد هذه اللمحة المهمة أقول إن الحديث عن تفاصيل حدث القرية البدوية - سواء فعل القاطنين، أو ردة فعل الحاكمين - لم يعد مهما في ظل الاحتواء الحاصل، وإني أثمن دور العقلاء لتفويت الفرصة على المتربصين بنا، وبقضيتنا وبندقيتنا، وأخص بالذكر الحكومة التي لم تغب شمس أول يوم إلا وقد بادرت بفتح تحقيق لماحسبة المخطئين.
ووصيتي لكل غيور من الإعلاميين وغيرهم من روّاد مواقع التواصل:
اتقوا الله ولا تنفخوا في نار الفتن، واطووا الصفحة حبا في دينكم ووطنكم وكرامة لهما، ورحم الله من قال خيرا فغنم، أو سكت عن شر فسلم.
وسأتحدث إن شاء الله في منشور لاحق عن قضية الأراضي غير المطوبة والأراضي الحكومية المستخدمة من قبل أبناء شعبنا المرابط.والحمد لله رب العالمين
207 views19:09