2020-11-05 00:51:07
"اليوم كُنت على وشك الإنفصال عن صديق حياتي لولا محاولة أخيرة مني كبحتُ فيها كل كبريائي و ذهبت على مضض و سألته ببساطة :- ماذا حدث؟
لم أتوقع سوى ردود باردة تجعلني ألعن نفسي لمدةِ عامين من الآن؛ بصراحة لم أكُن أتوقع شئ سوى الخِذلان.
إنفجر باكيًا كما لم يحدث من قبل و أخذ مهرولًا في الحديث وهو يلتقط أنفاسه ويخبرني بالضبط -ماذا حدث؟-
أخبرني عما مر به خلال الأيام الأخيرة وعما أصابه وعن غيابي وعن غضبه الشديد مني، أخبرني أني بعيد وأني مُخطئ في كذا وكذا وكذا...
لم أكُن أسمعه؛ لم أكُن أسمعُ الكلمات ولكنني كُنت أرى دموعه وأسمع قلبه يشكو مني وأنا الذي جئت بظنوني وخيالاتي لألقي عليه اللوم، كيف إنقلبت الموازين؟
-في الحقيقة إنها لم تنقلب، لم تكُن هناك موازين من الأساس، لم يكُن هناك شئ سوى ظنوني فقط وزاوية رؤيتي.
حينما إنتهى من الكلام وظل يرتجف باكيًا لم أجدني إلا وأنا أضمهُ، وأبكي معه، وأعتذر..
لم أسمع لومه ولا أدري علام كنت أعتذر تحديدًا، أعلى ما جئت لأجله أم على ما جعلته يشعر به؟
نسيت عتابي وأسبابي وكل شئ و لم أتذكر سواه. "
أنا الآن افكر في ماذا لو لم أذهب، ماذا لو ظل الكبرياءُ سيد الموقف واعتبرتُ نفسي صاحب الحق في كل شئ؟
كنا سنلتقي بعد وقت ما ويلقي كل منا سلامًا باردًا ويمضي وكأنه ليس بيننا عهد وعمر أو ربما حتى لم نلقِ السلام وتظاهرنا بالتجاهل، كانت صداقتنا و أيامنا الخضراء وذكرياتنا اللامُنتهية ستضيع تحت غطاء الكبرياء، كان كُل شئ على وشك الإنتهاء لولا كلمتين -ماذا حدث؟-
-لو أنه خذلني من البدايةِ ورأيتهُ في اليوم التالي لم أكن سأشعر بشئ سوى أني راضي لأني تمسكتُ للنهاية، لكن لو لم أجاذف وأذهب من الأساس كان سينتهي الأمر وكُنت سأظل أظُن أن شيئًا جميلًا قد فاتني.
"لا تتركوا الناس من غير أسباب واضحة، لا أحد في الدنيا يستحقُ أن ينام وهو يشعر أنه لم يكُن كافيًا، أنه تُرِك بلا أسباب و هو لا يعلم -ماذا حدث؟- "
2.4K viewsSara , 21:51