Get Mystery Box with random crypto!

💍 دروس في تفسير القرآن 💍

لوگوی کانال تلگرام ytfqm — 💍 دروس في تفسير القرآن 💍 د
لوگوی کانال تلگرام ytfqm — 💍 دروس في تفسير القرآن 💍
آدرس کانال: @ytfqm
دسته بندی ها: حیوانات , اتومبیل
زبان: فارسی
مشترکین: 1.33K
توضیحات از کانال

دروس في علوم القرآن ( ٢٥٦ ) درس لأهم علوم القرآن ( رابط القناة @yTFQM )
وبعدها بدأنا بتفسير القرآن اعتمادا على تفسير الأمثل .

Ratings & Reviews

4.50

2 reviews

Reviews can be left only by registered users. All reviews are moderated by admins.

5 stars

1

4 stars

1

3 stars

0

2 stars

0

1 stars

0


آخرین پیام ها

2021-08-23 22:33:10 ثمّ إنّه سبحانه لم يمهل القاتلين طويلاً حتى أرسل جنداً من السماء لاِهلاكهم، يقول سبحانه:(وَما أَنْزَلْنا عَلى قَومِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّماءِ وَما كُنّا مُنْزلينَ * إِنْ كانَتْ إِلاّ صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ) .
أي: كان اهلاكهم عن آخرهم بأيسر أمر، وهي صيحة واحدة حتى هلكوا بأجمعهم، فإذا هم خامدون ساكتون.
ودلالة الآية على بقاء النفس وإدراكها وشعورها وإرسالها الخطابات إلى من في الحياة الدنيا من الوضوح بمكان، حيث كان دخول الجنّة: (قيل ادخُل الجَنّة ) والتمني (يا لَيْتَ قَومي) كان قبل قيام الساعة، والمراد من الجنة هي الجنة البرزخية دون الاَُخروية .

الجزء السادس
65 views19:33
باز کردن / نظر دهید
2021-08-23 22:33:10 د . التوسل بدعاء النبي (صلى الله عليه وآله) والصالحين بعد رحيلهم

من أقسام التوسل الرائجة بين المسلمين هو التوسل بدعاء النبي (صلى الله عليه وآله) أو الصالحين بعد رحيلهم .
ولكن ثمة سوَالاً يطرح نفسه وهو :
انّ التوسل بدعاء الغير إنّما يصحّ إذا كان الغير حياً يسمع دعاءك ويستجيب لك ويدعو اللّه سبحانه لقضاء وطرك ونجاح سؤالك، أمّا إذا كان المستغاث ميتاً انتقل من هذه الدنيا فكيف يصحّ التوسل بمن انتقل إلى رحمة اللّه وهو لا يسمع ؟

والجواب : انّ الموت ـ حسب ما يوحي إليه القرآن والسنّة النبوية ـ ليس بمعنى فناء الاِنسان وانعدامه، بل معناه الانتقال من دار إلى دار وبقاء الحياة بنحو آخر والذي يعبر عنه بالحياة البرزخية.
وتدل على بقاء الحياة آيات من الذكر الحكيم نقتصر على بعضها :

الآية الاَُولى :
قوله تعالى : ( وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ في سَبيلِ اللّهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْلا تَشْعُرُونَ ) البقرة ١٥٤ .
وقد كان المشركون يقولون : إنّ أصحاب محمّد يقتلون أنفسهم في الحروب دون سبب، ثمّ يقتلون ويموتون فيذهبون، فوافى الوحي رداً عليهم بأنّه ليس الاَمر على ما يقولون، بل هم أحياء وإن كان المشركون وغيرهم لا يدركون ذلك .

الآية الثانية
قوله تعالى :  ( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلُوا في سَبِيلِ اللّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُون * فَرِحينَ بِما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاّ خَوفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَإِنَّ اللّهَ لا يُضيعُ أَجْرَ الْمُوَْمِنينَ) آل عمران ١٦٩ - ١٧١ .

والآيات هذه صريحة في بقاء الاَرواح بعد مفارقتها الاَبدان، وبعد انفكاك الاَجسام و بلاها ، كما يتضح ذلك من الاِمعان في المقاطع الاَربعة التالية :
١ . (أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ) .
٢ . (يُرْزَقُونَ) .
٣ . (فَرِحينَ) .
٤ . (وَيَسْتَبْشِرُونَ) .
والمقطع الثاني يشير إلى التنعم بالنعم الاِلهية، والثالث والرابع يشير إلى النعم الروحية والمعنوية،

وفي الآية دلالة واضحة على بقاء الشهداء بعد الموت إلى يوم القيامة .
وقد نزلت الآية : إمّا في شهداء بدر وكانوا أربعة عشر رجلاً ثمانية من الاَنصار وستة من المهاجرين، وإمّا في شهداء أُحد وكانوا سبعين رجلاً، أربعة من المهاجرين: حمزة بن عبد المطلب، ومصعب بن عمير، وعثمان بن شماس، وعبد اللّه بن جحش وسائرهم من الاَنصار، وعلى قول نزلت في حقّ كلتا الطائفتين .

الآية الثالثة
قوله سبحانه : ( وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدينَةِ رَجُلٌ يَسْعى قالَ يا قَومِ اتَّبِعُوا المُرْسَلينَ * اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ * وَمالِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرني وَإِلَيْهِ تُرْجَعُون * ءَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنّي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ* إِنّي إِذاً لَفي ضَلالٍ مُبينٍ * إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ * قيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قالَ يا لَيْتَ قَوْمي يَعْلَمُونَ * بِما غَفَرَ لي رَبِّي وَجَعَلَني مِنَ الْمُكْرَمينَ * وَما أَنْزَلْنا عَلى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّماءِ وَما كُنّا مُنْزِلينَ * إِنْ كانَتْ إِلاّصَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ )

اتفق المفسرون على أنّ الآيات نزلت في رسل عيسى (عليه السلام) ، وقد نزلوا بأنطاكيا داعين أهلها إلى التوحيد وترك عبادة غيره سبحانه، فعارضهم من كان فيها بوجوه مذكورة في نفس السورة.
فبينما كان القوم والرسل يتحاجون إذ جاء رجل من أقصى المدينة يدعوهم إلى اللّه سبحانه وقال لهم :
إتّبعوا معاشر الكفار من لا يطلبون منكم الاَجر ولا يسألونكم أموالكم على ما جاءوكم به من الهدى، وهم مهتدون إلى طريق الحقّ، سالكون سبيله، ثمّ أضاف قائلاً:
ومالي لا أعبد الذي فطرني وأنشأني وأنعم إليّ وهداني وإليه ترجعون عند البعث، فيجزيكم بكفركم أتأمرونني أن أتخذ آلهة من دون اللّه مع أنّهم لا يغنون شيئاً ولا يردون ضرراً عني، ولا تنفعني شفاعتهم شيئاً ولا ينقذونني من الهلاك والضرر، وعندما مهَّد السبيل
إلى إبطال مزاعم المشركين وبيان سخافة منطقهم، فعندئذٍ خاطب الناس أو الرسل بقوله: (انّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُون) فسواء أكان الخطاب للمشركين أو للرسل فإذا بالكفار قد هاجموه فرجموه حتى قتل.)
ولكنّه سبحانه جزاه بالاَمر بدخول الجنّة، بقوله: (قيلَ ادخُل الْجَنّة) ثمّ هو خاطب قومه الذين قتلوه، بقوله: (قالَ يا لَيْتَ قَومي يعلَمُون * بِما غَفَر لي رَبّي وَجَعَلَني مِنَ الْمُكْرَمين) .
66 views19:33
باز کردن / نظر دهید
2021-08-23 21:21:24 لا تهجر القرآن

وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (٧) وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (٨) وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (٩) هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (١٠) يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (١١) وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (١٢) وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (١٣) وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٤)

الصفحة ٢٦٨
67 views18:21
باز کردن / نظر دهید
2021-08-22 23:19:50 وعلى ضوء هذا التحليل يفسر توسل الخليفة بعمّ الرسول: «العباس بن عبد المطلب» الذي سيمر عليك، وأنّه كان توسلاً بشخصه وقداسته وصلته بالرسول (صلى الله عليه وآله) وتعلم بالتالي انّ هذا العمل كان امتداداً للسيرة المستمرة، وانّ هذا لا يمت إلى التوسل بدعاء العباس بصلة.

٣ . التوسل بعمّ النبي (صلى الله عليه وآله)

أخرج البخاري في صحيحه ، عن أنس: «انّ عمر بن الخطاب كان إذا قَحَطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب (رض) فقال: اللّهمّ إنّا كنّا نتوسل إليك بنبيّنا فتسقينا، وانّا نتوسل إليك بعمّ نبيّنا فاسقنا. قال: فيسقون» .

هذا ما نصّ عليه البخاري وهو يدل على أنّ عمر بن الخطاب عند دعائه واستسقائه توسل بعمّ النبي (صلى الله عليه وآله) وشخصه وشخصيته وقدسيته وقرابته من النبي (صلى الله عليه وآله) لا بدعائه ويدل على ذلك :
قول الخليفة عند الدعاء : «اللّهمّ كنّا نتوسل إليك بنبيّنا فتسقينا وانّا نتوسل إليك بعمّ نبيّنا فاسقنا» وهذا ظاهر في أنّ الخليفة قام بنفسه بالدعاء عند الاستسقاء، وتوسل بعمّ الرسول وقرابته منه في دعائه .

ج - التوسل بحقّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والاَنبياء والصالحين

وهناك لون آخر من التوسل وهو التوسل بحقّ الاَنبياء والمرسلين، والمراد الحقّ الذي تفضل به سبحانه عليهم فجعلهم أصحاب الحقوق، وليس معنى ذلك انّ للعباد أو للصالحين على اللّه حقّاً ذاتياً يلزم عليه تعالى الخروج منه، بل الحقّ كلّه للّه، وإنّما المراد ، الحقّ الذي منحه سبحانه لهم تكريماً، وجعلهم أصحاب حقّ على اللّه، كما قال سبحانه: (وَكانَ حَقّاً عَلَيْنا نَصْرُ الْمُوَْمِنينَ) الروم ٤٧ .

ويدل على ذلك من الروايات ما يلي:

أ . روى أبو سعيد الخدري: قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) : من خرج من بيته إلى الصلاة، وقال: اللّهمّ إنّي أسألك بحقّ السائلين عليك، وأسألك بحقّ ممشاي هذا، فانّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا رياءً ولا سمعة وخرجت اتقاء سُخْطِك وابتغاء مرضاتك، فأسألك أن تعيذني من النار، وأن تغفر لي ذنوبي انّه لا يغفر الذنوب إلاّ أنت، أقبل اللّه عليه بوجهه واستغفر له سبعون ألف ملك.

ب . روى عمر بن الخطاب، قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) : لما اقترف آدم الخطيئة، قال: ربّي أسألك بحقّ محمّد لما غفرت لي، فقال اللّه عزّوجلّ: يا آدم كيف عرفت محمّداً ولم أخلقه قال: لاَنّك لما خلقتني بيدك ونفخت فيّ من روحك، رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوباً لا إله إلاّ اللّه، محّمد رسول اللّه، فعلمت انّك لم تضف إلى اسمك إلاّ أحبّ الخلق إليك، فقال اللّه عزّ وجلّ: صدقت يا آدم انّه لاَحبّ الخلق إليّ ، وإذا سألتني بحقّه فقد غفرت ولولا محمّد ما خلقتك.

ج . روى الطبراني بسنده عن أنس بن مالك انّه لما ماتت فاطمة بنت أسد حفروا قبرها، فلمّا بلغوا اللحد حفر رسول اللّه بيده وأخرج ترابه بيده، فلما فرغ دخل رسول اللّه فاضطجع فيه، وقال: اللّه الذي يحيي ويميت وهو حي لا يموت اغفر لاَُمّي فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها، ووسّع عليها مدخلها بحقّ نبيّك والاَنبياء الذين من قبلي، فانّك أرحم الراحمين .
إلى هنا تم البحث عن أقسام التوسل الثلاثة وعرفت انّ الجميع يدعمه الكتاب والسنة وتصور انّ التوسل بغيره سبحانه تأليه وعباده لغيره قد عرفت بطلانه وذلك لوجهين :
الوجه الاَوّل : لو كان التوسل بدعاء النبي (صلى الله عليه وآله) وذاته أو حقّه شركاً يلزم أن يكون كلّ توسل كذلك حتى التوسل بالغير في الاَُمور العادية مع أنّه باطل بالضرورة، لاَنّ الجميع من قبيل التوسل بالاَسباب، عادية كانت أو غير عادية، طبيعيةً كانت أو غير طبيعية.
الوجه الثاني : قد عرفت في تعريف العبادة انّه الخضوع أمام الغير بما هو إله أو ربّ أو مفوض إليه أُموره سبحانه، وليس واحد من هذه القيود متحّققاً في التوسل بالاَنبياء والصالحين والشهداء بل يتوسل بهم بما انّهم عباد مكرمون يستجاب دعاوَهم عند اللّه سبحانه، أو انّ لذواتهم وحقوقهم منزلة عند اللّه، فالتوسل بهم يثير بحار رحمته.
كيف يكون التوسل بنبي التوحيد (صلى الله عليه وآله) شركاً مع أنّه يتوسل به بما انّه مكافح للشرك ومقوض لدعائمه ؟

الجزء الخامس
35 viewsedited  20:19
باز کردن / نظر دهید
2021-08-21 20:40:30 لا تهجر القرآن

الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (٩١) فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٩٢) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٩٣) فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (٩٤) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (٩٥) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٩٦) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (٩٧) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (٩٨) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (٩٩)

سورة النحل

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (١) يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ (٢) خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٣) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (٤) وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (٥) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (٦)

الصفحة ٢٦٧
64 views17:40
باز کردن / نظر دهید
2021-08-21 17:18:14 إنّ سيرة المسلمين في حياة النبي (صلى الله عليه وآله) وبعدها، استقرت على أنّهم كانوا يتوسلون بأولياء الله والصالحين من عباده، دون أن يدور في خلد أحد منهم بأنّه أمر حرام أو شرك أو
بدعة، بل كانوا يرون التوسل بدعاء الصالحين طريقاً إلى التوسل بمنزلتهم، وشخصيتهم، فانّه لو كان لدعاء الرجل الصالح أثر، فإنّما هو لاَجل قداسة نفسه وطهارتها، ولولاهما لما استجيبت دعوته، فما معنى الفرق بين التوسل بدعاء الصالح وبين التوسل بشخصه وذاته، حتى يكون الاَوّل نفس التوحيد و الآخر عين الشرك أو ذريعة إليه .

إنّ التوسل بقدسية الصالحين، والمعصومين من الذنب، والمخلصين من عباد الله لم يكن قط أمراً جديداً بين الصحابة بل كان ذلك امتداداً للسيرة الموجودة قبل الاِسلام، فقد تضافرت الروايات التاريخية على ذلك وإليك البيان :

١ . استسقاء عبد المطلب بالنبي (صلى الله عليه وآله) وهو رضيع :

لقد استسقى عبد المطلب بالنبي (صلى الله عليه وآله) وهو طفل صغير، حتى قال ابن حجر: إنّ أبا طالب يشير بقوله:
وابيض يستقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للاَرامل
إلى ما وقع في زمن عبد المطلب حيث استسقى لقريش والنبي (صلى الله عليه وآله) معه غلام .

٢ . استسقاء أبي طالب بالنبي (صلى الله عليه وآله) :

أخرج ابن عساكر عن ابن عرفلة، قال: قدمت مكة وقريش في قحط .... فقالت قريش: يا أبا طالب أقحط الوادي وأجدب العيال، فهلم فاستسق، فخرج أبو طالب ومعه غلام ـ يعني : النبي «صلى الله عليه وآله» كأنّه شمس دجن تجلت عنه سحابة قتماء، وحوله اغيلمة، فأخذه أبو طالب فألصق ظهره بالكعبة، ولاذ باصبعه الغلام وما في السماء قزعه، فأقبل السحاب من هاهنا و من هاهنا واغدودق وانفجر له الوادي وأخصب النادي والبادي، وفي ذلك يقول أبو طالب في قصيدة يمدح بها النبي (صلى الله عليه وآله) :
وابيض يستقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمةللاَرامل

وقد كان استسقاء أبي طالب بالنبي (صلى الله عليه وآله) وهو غلام، بل استسقاء عبد المطلب به وهو صبي أمراً معروفاً بين العرب، وكان شعر أبي طالب في هذه الواقعة مما يحفظه أكثر الناس .
ويظهر من الروايات أنّ استسقاء أبي طالب بالنبي (صلى الله عليه وآله) كان موضع رضا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فانّه بعد ما بعث للرسالة استسقى للناس، فجاء المطر واخصب الوادي فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : « لو كان أبو طالب حيّاً لقرّت عيناه، من ينشدنا قوله ؟ ».
فقام علي (عليه السلام) وقال : يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) كأنّك أردت قوله :
وابيض يستقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للاَرامل

إنّ التوسل بالاَطفال الاَبرياء في الاستسقاء أمر ندب إليه الشرع الشريف، فهذا هو الاِمام الشافعي يقول : أن يخرج الصبيان، ويتنظفوا للاستسقاء وكبار النساء ومن لا هيئة له منهنّ، ولا أحب خروج ذوات الهيئة ولا آمر بإخراج البهائم .

وما الهدف من إخراج الصبيان والنساء الطاعنات في السن، إلاّ استنزال الرحمة بهم وبقداستهم وطهارتهم، وكلّ ذلك يعرب عن أنّ التوسل بالاَبرياء والصلحاء والمعصومين مفتاح استنزال الرحمة وكأنّ المتوسل بهم يقول : ربّي و سيدي انّ الصغير معصوم من الذنب، و الكبير الطاعن في السن أسيرك في أرضك، وكلتا الطائفتين أحقّ بالرحمة والمرحمة، فلاَجلهم أنزل رحمتك إلينا، حتى تعمنا في ظلهم .
فانّ الساقي ربما يسقي مساحة كبيرة لاَجل شجرة واحدة وفي ظلها تسقى الاَعشاب غير المفيدة .

الجزء الرابع
73 views14:18
باز کردن / نظر دهید
2021-08-19 21:00:55 وإليك الجمل التي تدل على هذا النوع من التوسل :
١ . اللهم إنّي أسألك وأتوجه إليك بنبيّك

انّ كلمه «بنبيّك» متعلّق بفعلين «أسألك» و«أتوجه إليك» والمراد من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نفسه القدسية وشخصيته الكريمة لا دعاءه .

٢ . محمد نبي الرحمة

نجد انّه يذكر اسم النبي (صلى الله عليه وآله) ثمّ يصفه بنبي الرحمة معرباً عن أنّ التوسل بذات النبي (صلى الله عليه وآله) بما لها من الكرامة والفضيلة .

٣ . يا محمّد إنّي أتوجه بك إلى ربّي

إنّ جملة: «يا محمّد إنّي أتوجه بك إلى ربّي» تدل على أنّ الضرير حسب تعليم الرسول، اتخذ النبي (صلى الله عليه وآله) نفسه وسيلة لدعائه وتوسل بذاته بما لها من المقام والفضيلة .

وهذا الحديث يرشدنا إلى أمرين :
الاَوّل : جواز التوسل بدعاء الرسول .

الثاني : جواز التوسل إلى الله بذات النبي (صلى الله عليه وآله) بما لها من الكرامة والمنزلة عند الله تبارك و تعالى .
أمّا الاَوّل، فقد جاء في محاورة الضرير مع النبي (صلى الله عليه وآله) ، فكان الموضوع هو دعاء الرسول، أي طلب الضرير الدعاء منه (صلى الله عليه وآله) .

وأمّا الثاني، فيستفاد من الدعاء الذي علّمه الرسول (صلى الله عليه وآله) للضرير، فانّه يضمن التوسل بشخص النبي (صلى الله عليه وآله) .

نعم لم يكن يدور في خلد الضرير سوى التوسل بدعائه ولكن الرسول (صلى الله عليه وآله) علمه دعاء جاء فيه التوسل بذات النبي (صلى الله عليه وآله) وهو في نوعه توسل ثان، وبذلك وقفنا على أنّه يستحب للمسلم أن يتوسل بدعاء الصالحين من الاَنبياء والاَولياء كما يجوز له في دعائه التوسل بذواتهم ومقامهم ومنزلتهم .

ويظهر من الاَحاديث الشريفة انّ أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) كانوا يتوسلون بذات النبي «صلى الله عليه وآله» في مقام الابتهال والدعاء حتى بعد رحيل النبي (صلى الله عليه وآله) .
أخرج الطبراني، عن أبي أُمامة بن سهل بن حنيف، عن عمّه عثمان بن حنيف : انّ رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان في حاجة له، فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته، فلقى ابن حنيف فشكا ذلك إليه، فقال له عثمان بن حنيف : ائتِ الميضاة فتوضأ، ثم ائتِ المسجد فصلِ فيه ركعتين، ثمّ قل: «اللّهمّ إنّي أسألك وأتوجه إليك بنبيّنا محمّد (صلى الله عليه وآله) نبي الرحمة، يا محمد إنّي أتوجه بك إلى ربّي فتقضى لي حاجتي» فتذكر حاجتك ورح حتى أروح معك .
فانطلق الرجل فصنع ما قال له، ثمّ أتى باب عثمان بن عفان، فجاء البواب حتى أخذ بيده فأدخله على عثمان بن عفان، فأجلسه معه على الطنفسة، فقال : حاجتك ؟ فذكر حاجته وقضاها له، ثمّ قال له: ما ذكرت حاجتك حتى كان الساعة. وقال : ما كانت لك من حاجة فاذكرها .

ثمّ إنّ الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف، فقال له : جزاك الله خيراً ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إليَّ حتّى كلّمته فيّ، فقال عثمان بن حنيف : والله ما كلّمته، ولكني شهدت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأتاه ضرير فشكا إليه ذهاب بصره، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله) : فتصبر ؟ فقال : يا رسول الله ليس لي قائد فقد شقّ عليَّ .
فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : إئت الميضاة فتوضأ، ثمّ صلّ ركعتين، ثمّ ادع بهذه الدعوات .

قال ابن حنيف : فوالله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنّه لم يكن به ضّر قط .

الجزء الثالث .
130 views18:00
باز کردن / نظر دهید
2021-08-19 20:36:44 لا تهجر القرآن

قَالَ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (٧١) لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (٧٢)فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (٧٣) فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (٧٤) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (٧٥) وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (٧٦) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (٧٧) وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ (٧٨) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ (٧٩) وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (٨٠) وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (٨١) وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ (٨٢) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (٨٣) فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (٨٤) وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (٨٥) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (٨٦) وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (٨٧) لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (٨٨) وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (٨٩) كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (٩٠)

الصفحة ٢٦٦
100 views17:36
باز کردن / نظر دهید
2021-08-18 22:24:27 لا تهجر القرآن

إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (٥٢) قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (٥٣) قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (٥٤) قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ (٥٥) قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (٥٦) قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (٥٧) قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (٥٨) إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (٥٩) إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ (٦٠) فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (٦١) قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (٦٢) قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ (٦٣) وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (٦٤) فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (٦٥) وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ (٦٦) وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ (٦٧) قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ (٦٨) وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ (٦٩)قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ (٧٠)

الصفحة ٢٦٥
5 views19:24
باز کردن / نظر دهید
2021-08-18 22:24:26 كلّ ما ذكرنا كان يعود إلى التوسل بالاَحياء والاَسباب الطبيعية، وهذا ليس مورد بحث و نقاش .

إنّما الكلام في التوسل بالاَنبياء والاَولياء لا على الطريق المألوف وله أقسام :

أ - التوسل بدعاء النبي (صلى الله عليه وآله) أو الصالحين في حال حياتهم .

ب - التوسل بذات النبي (صلى الله عليه وآله) قدسيته وشخصيته .

ج - التوسل بحقّ النبي (صلى الله عليه وآله) والاَنبياء والصالحين .

د - التوسل بدعاء النبي (صلى الله عليه وآله) والصالحين بعد رحيلهم .

هـ - طلب الشفاعة من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والاَولياء .

وإليك دراسة كلّ واحد منها :

أ - التوسل بدعاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو الصالحين في حال حياتهم

اتّفق المسلمون على جواز التوسل بدعاء الرسول (صلى الله عليه وآله) في حال حياته، بل يستحب التوسل بدعاء المؤمن كذلك، قال سبحانه : ( ولَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَاسْتَغْفروا اللّهَ وَاسْتَغْفَرَلَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهَ تَوّاباً رَحيماً ) النساء ٦٤ .

تجد انّه سبحانه يدعو الظالمين إلى المجيء إلى مجلس الرسول (صلى الله عليه وآله) كي يستغفر لهم النبي (صلى الله عليه وآله) .

وفي آية أُخرى يندد بالمنافقين بأنّهم إذا دعوا إلى المجيء إلى مجلس الرسول (صلى الله عليه وآله) وطلب المغفرة منه تنكروا ذلك واعترضوا عليه بليِّ الرأس، قال سبحانه : ( وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِر لَكُمْ رَسُولُ اللّهِ لَوَّوْا رُوَُسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ ) المنافقون ٥ .

وتاريخ الاِسلام حافل بنماذج عديدة من هذا النوع من التوسل .

ب - التوسل بذات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و قدسيته وشخصيته

وها هنا وثيقة تاريخية ننقلها بنصها تعرب عن توسل الصحابة بدعاء النبي (صلى الله عليه وآله) في حال حياته أوّلاً، وبقدسيته وشخصيته ثانياً، والمقصود من نقلها هو الاستدلال على الاَمر الثاني .
روى عثمان بن حنيف انّه قال : إنّ رجلاً ضريراً أتى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال : ادع الله أن يعافيني ؟
فقال (صلى الله عليه وآله) : إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت وهو خير ؟
قال : فادعه ، فأمره (صلى الله عليه وآله) أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويصلي ركعتين ويدعو بهذا الدعاء : « اللّهمّ إنّي أسألك وأتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة، يا محمد إنّي أتوجه بك إلى ربّي في حاجتي لتقضى، اللّهمّ شفّعه في » .
قال ابن حنيف : فوالله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتّى دخل علينا كأن لم يكن به ضرّ .

وهذه الرواية من أصح الروايات، قال الترمذي : هذا حديث حق، حسن صحيح .
وقال ابن ماجة : هذا حديث صحيح .

ويستفاد من الحديث أمران
الاَوّل : أن يتوسل الاِنسان بدعاء النبي (صلى الله عليه وآله) ويدل على ذلك قول الضرير : ادعوا الله أن يعافيني، وجواب الرسول (صلى الله عليه وآله) : إن شئتَ دعوتُ ، وإن شئت صبرت وهو خير .

الثاني : انّه يجوز للاِنسان الداعي أن يتوسل بذات النبي (صلى الله عليه وآله) في ضمن دعائه وهذا يستفاد من الدعاء الذي علّمه النبي (صلى الله عليه وآله) للضرير، والاِمعان فيه يثبت هذا المعنى، وانّه يجوز لكلّ مسلم في مقام الدعاء أن يتوسل بذات النبي (صلى الله عليه وآله) ويتوجه به إلى الله .

الجزء الثاني
5 views19:24
باز کردن / نظر دهید