2022-02-27 22:43:32
#فريق_غِراس_زاد
#مسك_الختام
#التلخيص
#مادة_السيرة_النبوية_4
#المحاضرة_رقم_13
إعداد الطالبة ::أسماء رمضان فاضل
بكائه عليه الصلاة والسلام عند سماع القرآن ولو كان في غير صلاة.
وكان النبي ﷺ أيضا يحب أن يسمع القرآن من غيره ومن ذلك أن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال قال لي النبي ﷺ اقرأ علي فقال مستغرباً رضي الله تعالى عنه يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أُنزل
قال أقرأ علي فإني أحب أن أسمعه من غيري أقرأ على فقرأ ابن مسعود رضي الله تعالى عنه من سورة النساء حتى أتى على قوله تعالى :
(فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا يَوْمَئِذٍۢ يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ ٱلرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّىٰ بِهِمُ ٱلْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ ٱللَّهَ حَدِيثًا)
قال حسبك حسبك يعني قف قال فنظرت إليه فإذا عيناه تذرفان تتدفقان وتسيلان بالدموع
وكأنه ﷺ كان يبكي بلا صوت كانت الدموع تجري من عينيه على خديه ﷺ وما ذلك إلا نتيجة لتأثر هذا القلب بالقرآن ففاضت العيون بالدموع خشيةً لله عز وجل وتعظيماً لأمر الله سبحانه وتعالى
تعليق ابن القيم رحمه الله تعالى على قول الله عز وجل( قال تعالى: "إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ" [ق : 37]
" إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى" في ذلك أي في القرآن العظيم إذًا هذا المؤثر لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ هذا المحل القابل للتأثير إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وهنا الإصغاء وَهُوَ شَهِيدٌ حضور القلب وعدم انشغاله انتفاء المانع
إذا هذه أربعة أمور لحدوث أثر القرآن الكريم في القلب
الشرط الأول للانتفاع بالقرآن وجود المؤثر و هذا هو القرآن الذي بين أيدينا ولله الحمد والمنة وهذه من نعمة الله على أهل الاسلام وعلى هذه الامة أن هذا القرآن الذي بين أيدينا هو نفسه القرآن الذي أنزله الله تعالى على جبريل الذي أنزله وبلغه لرسول الله ﷺ والذي تلاه رسول الله ﷺ على أصحابه والذي تناقله الصحابةُ والأمةُ جيلاً بعد جيل إلى أن وصلنا محفوظٌ في السطور ومحفوظٌ الصدور تحقيقاً لقول الله عز وجل قال تعالى: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" [الحجر :
الشرط او الركن الثاني وهو المحل القابل للأثر فليس كل محلٍ قابل هذا القلب لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ طيب
المقصود هنا القلب الحي القلب القابل ليست كل الأراضي قابلة للزراعة هناك الاراضي الصخرية هناك السباخ هناك السهول هناك الأودية هناك الأماكن المالحة ليس كل أرض قابلة للزراعة والاستصلاح الزراعي
هذا القلب مثل الأرض
القلب يحتاج إلى تطهير و يحتاج إلى تنقية هذا القلب يحتاج إلى علاج تخليته من الأمراض
عن البراء ابن عازب رضي الله عنه قال [كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فجلس على شفير القبر (شفير القبر حافته وطرفه) ﷺ فبكى حتى بل الثرى]
الله موقف مؤثر النبي ﷺ يدفن أحد اصحابه ثم يقف على شفير ذلك القبر ثم تذرف عيونه بالدموع ﷺ ويبكي بكاءً ودموعًا غزيرة حتى يَبُل الثرى التراب بدموعه الشريفة ﷺ [ثم يقول يا إخواني لمثل هذا فاعدوا يا إخواني لمثل هذا فاعدوا يا إخواني لمثل هذا فاعدوا] أخرجه ابن ماجة وحسنه الألباني هذا الحديث العظيم فيه حال من احوال بكاء النبي ﷺ عند القبر
وحُق والله أن من كان له قلب حي وشهد إنسان يدفن ويخرج من هذه الحياة لينتقل إلى دار هي البرزخ بين الدنيا وبين الأخرة مرحلةٌ يستقر بها ثم ينتقل إلى الدار الأخرة وفي هذه المرحلة و في هذه الدار البرزخ وفيها الأهوال العظيمة فيعظ ﷺ أصحابه يبكي لهذا المنظر
وبكى ﷺ أيضًا عند القبر لِما يعلم ﷺ من الأهوال وما ينتظر العبد في هذا المقام مقام البرزخ وما بعده ففاضت عيناه ﷺ بالدموع وهذا البكاء إنما هو نتيجة العلم ( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا و لخرجتم إلى الصعودات تجأرون إلى الله )هذا نتيجة العلم
لذلك العلماء لما كان يتلى عليهم القرآن يخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا
أيضاً من الحالات والأحوال التي كان يبكي فيها النبي ﷺ بكاءه ﷺ رحمةً بأمته وخوفًا عليها كان النبي ﷺ رحيمًا شفيقًا بهذه الأمة سواءً من عاشرهم من الصحابة ومن جاء بعدهم حتى لما كان يقول ( قد اشتقنا إلى إخواننا قالوا اولسنا إخوانك يا رسول الله قال أنتم أصحابي وإنما إخواني أُناس يأتون من بعدنا يؤمنون بي ولم يروني ) اللهم أجعلنا منهم يا رب العالمين
فكان يبكي شفقةً على هذه الأمة وكان يبكي حبًا لهذه الامة وكان يبكي رحمةً بهذه الأمة
فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي ﷺ تلى قول الله عز وجل في إبراهيم وهو يقول عليه السلام : "رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" [إبراهيم : 36]
39 views19:43