Get Mystery Box with random crypto!

{ إنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَاد | زاد الطريق

{ إنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ}

عدم الاستكبار صفة كمال؛ فلا بد لأهل الإيمان أن يطلبوا بصدق من رب العالمين أن يبعدهم عن شر الكبر، وأن يبصرهم بهذا الكبر في نفوسهم، فإنه مدسوس في أعماق النفس؛ تثيره المواقف، وتثيره الأحداث، والله يبتلي عباده ببعض الأقدار التي تخرج هذا السوء من نفوسهم.

وليعلم أن الحياة العصرية اليوم تساعد الناس كلهم على أن يكونوا متكبرين دون أن يملكوا في الحقيقة أي مقومات للكبر، وهذا أمر في غاية السوء، فالكبر في الأصل شر؛ ولكن هناك شر وهناك ما هو أكثر شرا منه، والكبر دون امتلاك مقوماته من الأكثر شرا، ولهذا ورد في الحديث:

"ثلاثةٌ لا يكلِّمهُم اللهُ، ولا ينظرُ إليهم يومَ القيامةِ، ولا يزكِّيهِم، ولهم عذابٌ أليمٌ:
" أُشَيمطٌ زانٍ، وَعَائلٌ مُستَكبِر" يعني فقير ومستكبر، لأن الغني على الأقل عنده سبب يجعله معرضا لشر الكبر، أما الفقير فما داعيه لهذا الشر؟!

واليوم مع الأسف دخل في مجتمعاتنا هذا الكبر بدون أي مسوغ، فدخل الناس تحت (عائل مستكبر) وهم لا يشعرون، ومثل هذا لا يكون في المال فقط، بل يدخل في أمور كثيرة، ومنها العلم مثلا، فتصور كيف يكون كثير من الناس فقراء للعلم ثم ينفخون أنفسهم، ويكتبون الألقاب أمام أسمائهم، ويعطون أنفسهم الصبغة التي تجعلهم فوق الناس، وينتقدون هذا، ويردون على ذاك، ويستخدمون مصطلحات علمية بغرض تعقيد كلامهم، فيكونون بهذا فقراء للعلم ومستكبرين به!

لهذا لابد من الشعور بأن الأمر جد خطير، لا يتحمل أبدا أن نتعامل معه على أساس أننا سالمين من هذا المرض ثم لما يأتي الوعيد على المستكبرين نشير إلى غيرنا من قدوات المتكبرين؛ إبليس وفرعون وهامان وقارون وغيرهم من القدوات التاريخية السيئة، لا تصح هذه الغفلة منا، لأن هذا المرض والداء قريب جدا.

نسأل الله أن يطهر قلوبنا، وأن يصلح نفوسنا، وأن يسترنا سترا من عنده .

من لقاء مفهوم العهد.