Get Mystery Box with random crypto!

الفقر فقران: فقر اضطراري، وهو فقر عام لا خروج لبرّ ولا فاجر ع | زاد الطريق

الفقر فقران:

فقر اضطراري، وهو فقر عام لا خروج لبرّ ولا فاجر عنه، وهذا لا يقتضي مدحًا ولا ذمًا ولا ثوابًا ولا عقابًا، بل هو بمنزلة كون المخلوق مخلوقًا ومصنوعًا.


والفقر الثاني: فقر اختياري، هو نتيجة علمين شريفين:

أحدهما معرفة العبد بربه،

والثاني معرفته بنفسه.

فمتى حصلت له هاتان المعرفتان أنتجتا له فقرًا هو عين غناه، وعنوان فلاحه وسعادته.

وتفاوت الناس في هذا الفقر بحسب تفاوتهم في هاتين المعرفتين:

فمن عرف ربه بالغنى المطلق عرف نفسه بالفقر المطلق،

ومن عرف ربه بالقدرة التامة عرف نفسه بالعجز التام،

ومن عرف ربه بالعز التام عرف نفسه بالمسكنة التامة،

ومن عرف ربه بالعلم التامّ والحكمة عرف نفسه بالجهل،

فالله سبحانه أخرج العبد من بطن أمه لا يعلم شيئًا ولا يقدر على شيء، ولا يملك شيئًا ولا يقدر على عطاءٍ ولا منع ولا ضر ولا نفع ولا شيء ألبتة، فكان فقره في تلك الحال إلى ما به كماله أمرًا مشهودًا محسوسًا لكل أحد، ومعلوم أن هذا له من لوازم ذاته، وما بالذات دائم بدوامها.


تفسير ابن القيم، آية ١٥ من سورة فاطر