Get Mystery Box with random crypto!

وظائفنا في آخر شهرنا! شهر رمضان نعمة من رب العالمين، منّ بها | زاد الطريق

وظائفنا في آخر شهرنا!

شهر رمضان نعمة من رب العالمين، منّ بها على عباده فاغتنمها المتقون، وبقيت عليهم وظائف في نهاية هذا الشهر المبارك، وهي التي ذكرها الله عز وجل في سورة البقرة، في الخبر عن شهر رمضان فقال سبحانه :

{وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}،

التكبير، والشكر!

وظيفتان عظيمتان علينا القيام بهما في آخر شهرنا، وعلينا أن نجمع  قلوبنا على الإتيان بتفاصيلهما، فبعد أن هدانا  سبحانه هداية عظيمة، و بعد أن أكمل لنا العدة فصمنا بعونه وتوفيقه وصلينا، كان تكبيره وشكره لزامًا وحقًّا علينا ،

ولنبدأ بوظيفة التكبير:

يكون التكبير في ليلة عيد الفطر، إذا رأى المسلمون هلال شوال، أو إذا أكملوا عدة شهر رمضان فعليهم أن يشرعوا بتكبير الله بالقلب واللسان،

والسؤال الآن: 
الله هو العظيم الكبير المستحق دائمًا للتكبير، فما الأمر الذي نكبره عليه سبحانه وتعالى في ختام هذا الشهر خاصة؟

الجواب:

1-  نكبر الله على ما هدانا إليه من نعمة هذا الشهر، فليس شيئًا رخيصا أبدًا أن يجعلك الله عبدًا محفيًّا به؛ قد شُرع  شرع عظيم لأجله، وقد هدي لشهر كريم تزكو به نفسه، وتضاعف به أجوره، ويزداد به قربًا من ربه!

انظر لغيرك من أهل الأرض كيف تكون الليالي والأيام عندهم  سواء !

انظر ليوم الجمعة الآن حين فقدنا صوت المساجد والخطب كيف حصل في النفس من الوحشة ما حصل لأن الأيام أصبحت سواء !
نعمة عظيمة أن يكون لك شهر متميز، تخلص فيه ما استطعت لرب العالمين، وتطلب فيه ما استطعت الطريق إلى تزكية النفس، والأنس بالله، فهذه هداية عظيمة لا تقدر بثمن. 

2-    نكبره شكرًا على ما وفق من هذه الطاعة والعبادة، وهو في غنى عن عبادة العابدين؛ لكنه تعالى تفضل على عباده بهذه العبادات العظيمة  لأجل أن يتقربوا إليه فينتفعوا هم بطاعته وقربه; بل خلق الخلق كلهم لأجل أن ينتفعوا من صفاته؛ لأجل أن يتعرفوا عليه سبحانه وتعالى، ثم يعاملوه ويربحوا عليه أرباحا عظيمة!

أعطاهم الله جميعا رأس مال، وناداهم كلهم إلى تجارة لن تبور !
  أعطاهم جميعا الفطرة السوية التي تبحث عن فاعل لأي مفعول، وخالق لأي مخلوق،
وخلق لهذه الفطرة آيات كونية تدلها على خالقها،
ثم لم يكتف بذلك سبحانه; بل أرسل الرسل تنادي بالتعريف به، وأنزل الكتب تجلي صفاته!

كل هؤلاء يدعون الإنسان إلى التجارة الرابحة مع الله، قال تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}؟

  { تؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}!

أي:   إذا كان عندكم علم فهذه  هي التجارة التي تنفعكم، لأنكم ستخرجون منها بربح ليس فوقه ربح:

قال تعالى : 
{يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} !

فهل تريد أيها التاجر شيئًا فوق هذا؟!

ناداك ربك لهذه التجارة، وأرسل الرسل تدلك على هذه التجارة، وجعلك في الأصل مستعدا لهذه التجارة، عندك القوة على أن تتاجر مع الله، عندك فطرة سوية، وآيات كونية، وبدنًا وقوى عظيمة، فهل من شيء بعد ذلك يمنعك من تكبير إلهك الكبير؟!

ثم إذا علمت أن حق مَن هذا فعله وهذا إنعامه التكبير; فعليك أن تعلم أن للتكبير معتقدات لا بد أن تحملها كي يصح منك هذا التكبير  وتأتي به بأنواعه كما ينبغي، فما هي هذه المعتقدات، وماهي هذه الأنواع؟

يتبع…


https://t.me/zadaltareq/1060