2022-07-16 14:17:33
[ *فقه المسائل*]
•┈┈•┈┈•⊰✿◇✿⊱•┈┈•┈┈•
*✿ الْسُّـــؤالُ* هل يوجد ترادف بين صفات الخالق وصفات المخلوقين .
•┈┈•┈┈•⊰✿◇✿⊱•┈┈•┈┈•
✿ *الْجَـــوَابُ*:
*◄ أولا* - الترادف والتباين حاصل بين صفات الله وصفات خلقه من خلال معرفة علاقة كل من التمثيل والتشبيه ، وسبر وظائف كل منهما ، فالتشبيه علاقته وجودية ، وظيفته الأساس بيان الصفات المشتركة بين الخالق والمخلوق في أصل معاني الصفات ، أما التمثيل فعلاقته عدمية محضة بين صفات الله وصفات خلقه حيث إن وظيفته بيان استقلالية الرب سبحانه بشيئين اختصاصه بكيفية لصفاته لاتماثل كيفية صفات المخلوقين واستقلاليته بكمال معنى الصفة ويتضح ذلك من خلال دلالتين
*◄ الدلالة الأولى* - دلالة المنطوق على كماله المطلق الذي لايشاركه أحد من المخلوقين كيفية صفاته وتمامها ، وهذا منتزع من قوله تعالى *{الأعلى}* حيث أبان هذا المنطوق أن ثمت اختلافا وتباينا مطلقا بين صفات الباري وصفات خلقه ، لذا اثبته لنفسه في كتابه العظيم صراحة فقال : *{ولله المثل الأعلى}* ، ووجهه أنه قدم الجار والمجرور وتقديم ماحقه التأخير يفيد الإختصاص ، واختصاصه في الباب أنحصر في اختصاصه بكيفية لاتماثل كيفية صفات المخلوقين وفي كمال معانيها فلا يساميه أحد فيهما ، قال تعالى : {فلاتضربوا لله الأمثال } وقال : *{قل هو الله أحد}* حيث انفرد بذاته الشريفة وصفاته العلية ، ونفاه عن غيره بقوله : *{ليس كمثله شيء}* ، وقال : *{هل تعلم له سميا}* ،
*◄ الدلالة الثانية* - دلالة المفهوم الدالة على وجود تشابه بين الخالق والمخلوق في أصل معاني الصفات لا في كيفيتها ولا في كمالها فعلاقة التشبيه بهذا المفهوم علاقة *[وجودية]* بمعنى أن كل صفة مشتركة بين الخالق والمخلوق تدل على الترادف على وجوده وأصل معاني الصفات ، فبحث التشبيه هو إظهار الإشتراك الوجودي بين الخالق والمخلوق في أصل وجود الذات وبعض الأسماء والصفات فالباري له ذات موجودة لها أسماء وصفات وكذا المخلوق له ذات موجودة لها أسماء وصفات مثاله - إسم *[الحليم]* يطلق على الخالق سبحانه ويطلق على المخلوق ، ويقع التشابه أيضا في أصل معاني الصفات لافي كمالها كاشتراك علم الخالق والمخلوق بأن النار حارة والثلج بارد ، مع الأخذ بعين الاعتبار بان ثمت فرقا عظيما بين إدراكه وعلمه سبحانه الكامل واحاطته بالأشياء جملة وتفصيلا وعلم المخلوق وإدراكه المحدود .
*◄ ثانيا* - انعدام التماثل شامل للصفات الثبوتية كالحياة والقدرة كما يشمل الصفات السلبية كالنوم والعجز بشرط إثبات كمال ضدها لله وحده وهي كمال حياته وقدرته ، وعلى هذا فيحرم استعمال لفظ *[التمثيل]* لان من لازمه إيجاد مناسبة بين الخالق والمخلوق في كيفية اتصافه بالصفات وكماله المطلق ، وهذا شرك أكبر مخرج من ملة الإسلام لما فيه من التسوية والمطابقة بين الخالق والمخلوق من كل وجه ذاتا وصفاتا ، وهذا ممتنع في حقه سبحانه لقوله تعالى : *{ تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين }* ، وقوله { *فلاتجعلوا لله أندادا* } ، وقوله { *ولم يكن له كفوا أحد* }
*◄ ثالثا* - دليل التشبيه منتزع من ثلاثة أدلة
❶ - من دليل الشرع ، أخذ من قيد أفعل التفضيل في قوله *{ ولله المثل الأعلى }* فعلم من القيد أن ثمت معانيا عليا خاصة به سبحانه ودل ذات القيد على وجود أصل للمعاني للعبد أن يتصف بها مع الباري سبحانه
❷ - دليل اللغة ، دل الوضع العربي على وجود التشابه بين الموجودات إما تشابه في المعاني نحو زيد كالأسد أي في الشجاعة ، وإما تشابه في الذوات نحو زيد يشبه عمرا فزيد لا يطابق عمرا تماما من كل وجه لكن يشاركه في بعض الصفات .
❸ - دليل العقل ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - ضابطا عقليا للتمثيل والتشبيه فقال : { *مامن موجودين إلا وبينهما أصل جامع ومانع فارق فمن أبطل الأصل الجامع فقد عطل ومن أبطل المانع الفارق فقد مثل* } والمقصود بالأصل الجامع هو وجود التشابه بين الخالق والمخلوق في أصل بعض الصفات ، والمقصود بالمانع الفارق انفراده بالكيفية وكمال معاني الصفات وبابه التمثيل الدال على نفي المساواة بين الخالق والمخلوق ، وبيت القصيد أن وجود الترادف بين أسماء وصفاته وصفات المخلوقين من شأن التشبيه لكون دلالته جزئية أما التباين بين الباري وخلقه في الكيفية وكمال المعنى فمن شأن التمثيل لأن بابه الكمال المطلق الخاص به سبحانه وتعالى .
كَتَــ ـــبَهُ/ *أَبُو حَمْزَةَ زَاهِد السَّاحِلِي* حفظه الله تعالى.
-وغفر الله له ولوالديه-
••• ═══ ༻✿༺═══ •••
قناة فقه المسائل تهتم بنشر [ الأسئلة والأجوبة = فقه المسائل ]
لأخينا الفاضل أبي حمزة زاهد الساحلي
• القناة الرسمية - تحت إشرافه •
https://t.me/zahedessaheli
202 views11:17